لقد استبشرت البشرية جمعاء للتطور السريع الذي شهدته وسائل التواصل الإجتماعي
الذي جعل من العالم كله غرفة في منزل لا يزيد طولها عن بضعة أمتار
وأصبح من السهولة واليسر لكل متابع او مستخدم للشبكات كما يسمونها العنكبوتية أن يكتب ماشاء وكيفما يشاء في كافة فروع المعرفة متخيلا أنه يملك من صنوف المعارف أكثر من غيره بل إن بعض الناس صاروا يسوٌِقون لكل فكرة بقناعة وغير قناعة لمجرد أنهم حصلوا على معلومة التقطوها من هنا وهناك
غير آبهين أن تلك المعلومة ربما تكون منقوصة او أن القصد من ترويجها هدف غير واضح للعيان .
لذلك نجد اليوم ان الشغل الشاغل للناس هو ماذا نشر في وسائل التواصل الاجتماعي محققين بذلك أهدافا ومرامي لا ناقة لهم فيها ولا جمل بل قد يجلبون لأنفسهم ولغيرهم بواعث عدم القبول لدى الطرف الآخر نتيجة تراكمات يومية ينتج عنها خلل في النسيج الاجتماعي.
من ذلك مثلا البحث في بطون الكتب عن وقائع وأحداث ربما لا تمت للواقع المعايش بصلة أوأن إعادة بعثها ونشرها ضرها أكبر من نفعها هذا إن كان ناقل تلك الأحداث نزيها ولم يسبغ عليها مما في قلبه من معارضة أو تأييد فكيف إن كان قد أسقط عليها مشاعره .
قبل أيام زرت أحد المشائخ الذين نجلهم ونقدرهم بل نقدر لهم مواقف لا يتسع الآن ذكر الشيخ ولا مواقفه
وفي حديثه معي أبدى عندي عتبا كبيرا على أحد شباب قبيلتي قائلا أنكم لم تكلفوا أنفسكم أن تسدوا إليه النصيحة وأن ترشدوه لأخذ الحقائق من مضانها قبل أن يتهور وينشر ما نشره لأنه من الواضح أن معلوماته التي نشرها مغلوطة ولا أساس لها من الصحة فلو انكم أرشدتموه لوجد الحقيقة .
قلت له لم أطلع على ما يعكر صفوكم فقال ( إن فلان ابن فلان الفلاني كتب مقالا في سبلة عمان حول دور غير إيجابي للشيخ فلان ابن فلان في حق رمز الامة وكل ما كتبه عار عن الصحة وليته يزورني لأعطيه البعض من المعلومات التي تعينه على فهم الحقيقة) قلت له لا أعرف الشخص الكاتب وإن تمكنت من الوصول إليه سأحثه على زيارتك.
ولقد أبان لي الشيخ الذي زرته جانبا من الحقائق التي لو سمعها كاتب المقال فإنه سيعيد النظر فيما كتبه بل وفيما سيكتب مستقبلا .
هذا مثال لكتابات كثيرة تحدث شروخا في العلاقات المجتمعية دون أن يدرك المتسببون في إحداثها أنهم يضربون بمعاول الهدم في جسم الأمة.
فليت الذين يدفعهم الجموح للشهرة يفكرون في عواقب ما يسارعون بنشره ويبحثون عما يؤلف أطياف المجتمع لا ما يفرقها
فعمان تستحق منا جميعا ان نكون لها سورا منيعا لتبقى قلعة حصينة على مدى الدهر .
أحدث التعليقات