منذ سنوات وأنا أسمع عن ازدياد نفوذ الهنود في السلطنة وكنت أحسب أنَّ ذلك مبالغ فيه وكثيرا ما كنت انبري مدافعا عن الجالية الهندية بانها الجالية الأكثر فهما لطبيعة السلطنة وسكانها وكنت اضرب بهم المثل على الرغبة في العيش بسلام وأنهم أقل الجاليات رغبة في التصادم إلاَّ أنه تبين لي أنني كنت مخدوعا أو أن الحالة لم تكن بعد قد وصلت الى الحد الذي يلفت نظر الناس العاديين أمثالي.
ولذلك وجدت نفسي اليوم مضطرا لتقديم الاعتذار الى كل الذين قد تعارضت معهم في الراي معترفا لهم بسابقية الفهم في تزايد الثقل للهنود بدأً من استحواذهم على الوظائف الأعلا في القطاع الخاص مرورا بسوء تعاملهم في الاسواق والمحلات التجارية بكافة انواعها وأحجامها وصولا الى تردي السلوك في الشوارع والمنتزهات وكأنَّ هناك من يدفعهم للقيام بالاستفزازات .
وهناك من الامثلة ما لا تحصر في كلمات ولكن حسبنا الاشارة لمن يريد ان يتاكد
مكتفين بالوقوف على جانبي السلوك في الاسواق والشوارع والحدائق والمنتزهات.
فيمكن لكل مراقب أن يلاحظ أن عدد الهنود في المولات بما يعادل شخص لكل خمسة أمتار ومع ذلك فإنك إن أردت اختيار بضاعة وشرائها لا تجد من يستجيب لك منهم إلا بصعوبة رغم ان ذلك لا يصب في مصلحة المؤسسة ولكنها نكاية بالزبون خاصة العماني أما إن كان الزبون من بني جلدتهم فالأمر يختلف.
الملاحظة الثانية
فيما مضى من الأعوام السابقة لم نكن نشاهد صورا لغير صاحب الجلالة في المحلات التجارية في حين بات من المالوف أنْ ترى لال نهرو بجانب صورة صاحب الجلالة وان تكون صورة صاحب الجلالة بحجم أصغر وتكون صورة الزعيم الهندي جانبية مشرفة من أعلا صورة صاحب الجلالة السلطان المعظم.
وفي الحدائق والمنتزهات يلاحظ انهم حتى العزابة الهنود وليس فقط العوايل يسابقون المواطن في حجز مظلة أو شجرة وارفة الضلال وقد حدث ذلك بحضوري شخصيا في منتزه الشاطي فقد كانت هناك اسرة عمانية مكونة من أربعة أفراد إثنان منهما لا يستطيعان المشي محمولان على كراسي متحركة
وفي الوقت الذي كانت الأسرة تتجه نحو المظلة تسابق ما يزيد على عشرة هنود فاحتلوا المظلة غير مراعين خصوصية حالة كبار السن في تلك الاسرة وفي المقابل لا يحترمون المكان الذي يرتادون فقد أحصيت عدد بقايا السجاير في مساحة تقل عن عشرة أمتار فوجدتها فوق خمسمائة سيجارة وقد كان الوقت قبل الظهر فأين يعمل اولائك القوم؟!
أمَّا في الشوارع فقد بلغ الحال بالهندي يعطيك إشارة ليفسح له مجال التقدم حتى وإن كانت السيارة التي أمامه تسير بأعلى سرعة يسمح بها القانون .
وكم من مرة شاهدت سائق سيارة هندي يكتب الرسايل في هاتفه والسيارة تنتقل بين حارة وأخرى غير آبه بما يمكن أن يحدث من تهوره. ناهيك عن منافستهم للمواطنين العاملين في سيارات الأجرة
فقد اصبحت الجالية الهندية تحرص على استئجار سيارة خاصة لشخص هندي و يمكن ملاحظة ذلك خلال ساعات النهار والناس يفترض أن يكونوا على رأس أعمالهم مما يؤكد ان تلك السيارات تستخدم كتكسي.
تلكم السلوكيات التي تمت الإشارة إليها ما كانت تحدث قبل عشر سنوات ولم تكن لتحدث الآن لو لم تجد المتنفس السياسي والاقتصادي.
فاذا استمر تطور الحال على النحو الذي سار عليه في السنوات القليلة الماضية فربما يصبح الهندي صاحب الافضلية على المواطن العماني … والله المستعان.
أحدث التعليقات