حين يصل الحال بين دولتين شقيقتين جارتين أصلهما واحد وفرعاهما مستمدان من الجذور فيصلان الى عدم تقبل دخول طفل عمره أسبوع في حضن والديه
ولديهما من القرائن ما تطمئن لها النفس من حقيقة إنتمائه اليهما ويؤكدان على أن بقائهما داخل تلك الدولة لن يتجاوز ساعات نهار يوم واحد فيضطرا للرجوع على أعقابهم ، حينها يمكن التخمين بعدم صحة مسار علاقة تلكما الدولتين الشقيقتين ، ويؤكد ذلك أن جانبي نقطتي الحدود كل منهما يقول أن الجانب الآخر هو الذي يحول دون مرعاة هذه الحالات ، الامر الذي يعطي دلالة على عدم قناعة اي من الجانبين بحدوث مثل تلك الإشكاليات .
وقد يقول قائل ولِمَ لَمْ تتخذ تلك الاسر إحتياطاتها وتستخرج وثيقة سفر ، واجيبه انه على حق ، فينبغي على كل مسافر ان يتأكد قبل حركته ، فهذه أمور مسلم بها ولكن اين المراعاة الانسانية ، فقد يحدث ان تنشغل الاسرة عن استخراج وثيقة السفر في اول أسبوع او اسبوعين من ولادة الطفل ، ويحدث لتلك الاسرة سبب يستدعيها للسفر الى هذه الدولة اوتلك المترابطتين بوشائج القربى ، فقد تحدث حالة وفاة او حادث سير لاسرة في هذه الدولة او تلك وأحد أفرادها في الدولة الثانية ، فالاسر والقبايل بين الدولتين متداخلة نسبا وصهارة .
فماذ يضير الدولتين لو جعلت للطفل فسحة شهر من ولادته يمكن خلالها مروره مع ابويه من خلال منافذ الحدود ريثما تتشكل صورة الطفل التي يتطلب وجودها على وثيقة جواز السفر؟! ومراعاة لخصوصية علاقة الدولتين الاجتماعية .
وليت المسؤولين في الجانبين يضعون آلية يتم بها حل إشكاليات من مثل هذه التي تخلق حالات من التشنج والإحساس بعدم تقدير جهات الاختصاص لمشاعر مواطني الدولتين وضروفهم الإنسانية وتعكر الصفو لدى الأسر التي تتعرض لمثل هذه المواقف في وقت ماأحوجنا فيه أن نبحث عمَّا يريح النفوس ويطيب الخواطر من شحناء ما نراه من الصراعات في بلدان كثيرة من العالم.
وثقتنا كبيرة أن يجد القائمون على هذا الأمر ما يدعوهم الى معالجةمايحدث شبه يومي على منافذ الحدود . والله سبحانه نسال ان يوفق الجانبين الى ما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
أحدث التعليقات