*المرحلة الاولى من مشروع طريق بدبد صور *
وقفت مشدوها أمام شاشة التلفاز وأنا أشاهد الانهيارات الصخرية الكبيرة التي حدثت في المرحلة الأولى من طريق بدبد صور المحاذية لوادي العق ، مستذكرا موقفا يتعلق بشيء مشابه حدث ولكنه بنسبة أقل مما يستوجب ذكره مع ما رأيناه في هذه المرحلة من الطريق هذا
ذلك أنه في أواخر الثمانينات من القرن الماضي كانت إحدى الشركات تقوم برصف شارع المضيبي المتفرع من طريق مسقط صور المار بنيابة سمد الشان عند نقطة متاخمة لبلدة الشريعة من تلك النيابة.
ولأنني كنت آن ذاك نائبا لوالي المضيبي بسمد الشان تم إخطاري بأن الشركة عازمة على إجراء بعض التفجيرات التي من شأنها تسهيل شق الطريق .
ولحساسية الموضوع قررنا عقد اجتماع مع أهالي أقرب قريتين من الموقع بحضور المختصين من الشركة .
وهنا قبل كل شيء وقبل أن أسرد ملخص ما تمخض عن التفجير من نتائج أسجل إعجابي ببعد نظر الأهالي الذين تمسكوا برأيهم أنه لا بد من حدوث أضرار على المنشآت مهما اتخذ من احتياطات وأنه من الأفضل تحميل الشركة القيام بشق تلك الجيوب البسيطة دون استخدام المتفجرات المشوبة بالأخطار , إلاَّ أن الشركة أكدت أنه من باب الشفافية فقط تم اخطار نائب الوالي وإلاَّ فإنه كان يمكن إجراء التفجير دون أن يشعر به أحد لضآلة الكمية المستخدمة من المواد المتفجرة.
وقد مضت الشركة فيما هي عازمة عليه من التفجير ، والحق يقال أنها أي الشركة قد أطلعتنا على الكمية فاقتنعنا نحن موظفي الحكومة بأن الكمية التي ستستخدم زهيدة للغاية ، ولكن حتى تلك التي رأيناها قليلة حين تم استخدامها اهتزت الأرض بسببها في ثلاث قرى هي الشريعة والأخضر وعلاية سمد الشان التي تبعد مسافة لا تقل عن إثنين كيلو متر. وتصدعت منازل عديدة بسبب تلك الهزات .
والسؤآل الذي يطرح نفسه على ضوء ما رأيناه في التلفاز ، كم هي الكميات من المتفجرات التي استخدمت في تلك الجبال حتى أحدثت ذلك الاثر الهائل من التصدعات ، ثم السؤآل الذي بالتأكيد تصعب الإجابة عليه من يدري كم بقي من صلابة الارض التي أقيم عليها الشارع ؟! وما هي الضمانات ان لا تحدث إنزلاقات في الطبقات الصخرية تحت مسار الشارع ؟! شبيه بما حدث على السطح؟!
قد يقول قائل دع هذا الأمر لذوي الإختصاص من علماء الجيلوجيا وأصحاب الخبرات فهم الأقدر على تحليل المعلومات وتقدير النتائج ، وأقول نعم ذلك صحيح فالطبيب أعرف بالعلاجات أمَّا الآلام فيعبر عنها المريض .
والألم هنا يكمن في أن مرحلتين من الطريق قد أنجزتا في حين أن المرحلة الاولى وهي الأهم قد طال انتظارها طويلا ولا يعرف متى سيتم الإعلان عن فتحها أمام السالكين ، ولعلَّ ذلك يعود إلى أن الشركة استخدمت كميات من المتفجرات تبدو أنها أكثر مما ينبغي لتسهيل العمل ويخشى أن يكون ذلك على حساب العمر الإفتراضي للشارع.
إن المواطن وهو يتطلع إلى إنجاز المرحلة الأولى من الطريق يتمنى أن تستمر وزارة المواصلات بنفس الشفافية التي ظهرت بها في بيان أسباب ما حدث وطمأنته بشأن سلامة الطبقات الصخرية تحت مسار الشارع على ضوء التصريح الذي أدلى به مشكورا معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات الموقر من أن هناك لجنة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس تدرس أسباب ما حدث وبيان سلامة المسار من الأخطار حاضرا ومستقبلا مثمنين عاليا الجهود العظيمة التي تبذلها وزارة النقل والاتصالات والانجازات التي تحققت في جانب الطرق بكافة أرجاء السلطنة الحبيبة.
غصن بن هلال بن محمد العبري
٢٠١٦/١/١٣ م
أحدث التعليقات