اللهم ارزقني أن أشغل غرفة في مرفق سياحي في بلدي عمان
هذا الدعاء ينبغي ان يدخل في كل حالات العبادة عند العمانيين .
لست مستهزئا حاشى لله ان يصدر ذلك مني على سبيل الاستهزاء ولكنه الواقع الذي بدأ يتشكل في بلادي عمان .
أقول ذلك بعد أن ذهبت الى أكثر من مكان في ربوع السلطنة لأجد أنه من المستحيل للمواطن العماني العادي ان يذهب به حتى الخيال ان يتوقع الوصول الى المنشاة السياحية .
فمن حيث سعر الغرفة يتراوح بين ١٧٥ر.ع الى ٤٠٠ ر.ع لليوم الواحد ومن حيث إمكانية الوصول تجد أن البوابة المؤدية الى المنشأة تبعد عنها بحوالي كيلو متر .
ولا أدري في الحقيقة كيف يمكن لمواطن عماني دخله الف ريال ان يسكن في غرفة سعرها ٢٠٠ ريال في اليوم ؟!
بالتأكيد ذلك الأمر مستحيل مما يعني انه يكاد يكون محرم على العماني حتى ان تطأ قدمه تلك المنشأة لأنه حين يصل البوابة المغلوقة بالعمود يتقدم اليه الحارس ويقول له أين تريد فيجيبه الشخص اريد الدخول يجيبه إن كان القصد فقط تتمشى وتتنزه ممنوع الدخول ، عليك أن تأخذ شيء وإلا عليك العودة .
حتى النظر بات ممنوعا
والاغرب من ذلك أن الارض التي يستحوذ عليها صاحب المشروع تزيد على مشروعه مائة مرة إن كان جبلا او شاطئا أو رمالا.
والسؤآل الذي يتبادر الى الذهن هل تلك الأسعار معتمدة لدى وزارة السياحة؟
وهل تتفق مع المعايير الدولية ؟ ثم هل يتم مراعاة السياحة المحلية في تلك المنشآت ؟
ما ينبغي الالتفات إليه في الجانب السياحي في السلطنة هو الأمن الاجتماعي بمعنى عدم وصول الحال بشعور المواطن أنه أصبح أجنبي في بلده أو أنه ضعيف ذليل حتى عن الوصول الى تلك المشاريع التي ما كان لها أن تقوم لولا الأموال العامة التي أغدقت عليها من قبل الحكومة تشجيعا للسياحة .
بطبيعة الحال نحن لا نطالب ان تفتح تلك المرافق حدائق ومتنزهات عامة ولكن ينبغي ان تتنوع المستويات في المشاريع .
فمثلا تكون هناك اماكن سبعة نجوم وأخرى خمسة وثالثة ثلاثة نجوم وكل مستوى بسعره
وبذلك تكون هناك عدالة نسبية ، فالسائح المتوسط الدخل سيتمكن من إشغال بعض النزل وسيزول الاحتقان في المجتمع .
من يصعد الجبل الاخضر هذه الايام يستطيع فهم ما أعنيه هنا.
فقد شاهدت اوضاعا مأساوية ، مئآت السيارات تتناثر حول دورات مياه عمومية أجبرتهم الحاجة لقطرة ماء ان يخيموا وكانهم لاجئين مع احترامنا للجائين الكثر في هذه السنوات ، لعجزهم عن دفع قيمة نزل في فنادق خصصت لأصحاب الملايين
على الجهات المعنية أن تراعي تلبية احتياجات السياحة المحلية كونها تفوق السياحة الخارجية من حيث الكم وبالتالي سيكون عائدها كبيرا علاوة ما ستحدثه من علاقة التراضي بين المجتمع والجهات المعنية بالسياحة.
والله سبحانه وتعالى ندعوه أن يوفق الجميع ويوسع عليهم في أرزاقهم ويديم على هذا البلد الأمن والسلام ورغد العيش والوئآم إنه سميع مجيب.
أحدث التعليقات