*هل مكنت المرأة العمانية من القيام بدورها الطبيعي في عملية التنمية؟
*وإن تكن الإجابة بنعم فما هي أبرز ملامح التمكين تلك؟*
*وإن كانت الاجابة بالنفي فما هي المعوقات التي تحول دون قيام المرأة بما يتوخى منها القيام به؟*
*ثم من هي الجهة المنوط بها تقييم دور المرأة وإذا أردنا طرح السؤال بصيغة أخرى نقول من هي الجهة المعنية بتمثيل المرأة في المحافل الرسمية محليا ودوليا؟*
للإجابة على هذه التساؤلات نستضيف كلا من:
الأستاذة س س م موجهة تربوية في التعليم المهني
والدكتورة ر ح ن أخصائية في علم الاجتماع
والمهندسة ج م ق مهندسة في تقنية المعلومات
في البداية نطرح السؤال على الأستاذة س س م
*أستاذتنا الفاضلة لو سألناك وقلنا هل تم تمكين المرأة من القيام بدورها الطبيعي في التنمية كيف ترين ذلك؟*
قبل الإجابة المباشرة على هذا السؤال لا بد من الإشارة اولا أن الفتاة العمانية ومنذ فجر النهضة المباركة كانت جنبا إلى جنب مع الشاب العماني في التأسيس المعرفي الأمر الذي أهلها لأن تقوم بدورها الكامل في التنمية سواء كان ذلك في تنشئة أجيال المستقبل من خلال الخلية الأولى للمجتمع وهي الأسرة أو من خلال النشاط الاقتصادي والاجتماعي على مستوى الوطن و لذلك نراها اليوم تشارك الرجل في كل مناحي الحياة ، فإذا ما أسقطنا معنى التمكين من حيث التسلح بالمعرفة نقول نعم لأنها قد نالت استحقاقها المعرفي دون تمييز بينها وبين الرجل.
أمَّا …
سنعود إليك استاذتي لتكملين ما بعد أمَّا
ولكن نتوجه قبل ذلك إلى الدكتورة ر ح ن
*دكتورة و انت أخصائية علم اجتماع كيف ترين المرأة العمانية اليوم ؟*
أود قبل الإجابة على سؤالك أن أشكر زميلتي س س م على استفاضتها في بيان ما نالته الفتاة العمانية من رعاية واهتمام خلال سنوات النهضة
أما كيف أرى المرأة العمانية فإنني أراها في كل موقع مجتهدة منتجة لا فرق بينها وبين الرجل وخير مثال على ذلك وجود ثلاث نساء هنا الان كأنموذج وبتخصصات متنوعة يسهمن في بناء الوطن مع الرجل سواء بسواء.
*حضرة المهندسة ج م ق مهندسة تقنية معلومات هل انت راضية عن دور المرأة وما الذي تتمنين أن تحتله المرأة من مناصب؟*
لا شك أن المرأة العمانية اليوم تواكب الرجل بل ربما تكون قد تفوقت عليه في بعض المجالات ولكن يبقى طموحها دائما أكبر وأبعد فمثلا أود ان أرى المرأة تحتل مقاعد أكثر في مجلس الشورى والقضاء وفي المجال السياسي.
نعود إليك الأستاذة س س م
*كنت تقولين أمَّا … فماذا بعد أمَّا تلك؟*
نعم أردت أن أقول أن التمكين المعرفي قد تحقق والوظيفي إلى حد كبير كذلك ولكن بالنظر إلى أن المرأة من حيث التكوين كائن مختلف عن الرجل ومهام المرأة في الحياة تختلف تماما عن وظائف الرجل من حيث أن المرأة مطلوب منها القيام بتنشئة أسرة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من تفاصيل دقيقة فإنها أي المرأة لكي تقوم بدورها الأساسي وهو تربية الأسرة والدور التكميلي وهو المشاركة في التنمية تحتاج إلى سن كثير من القوانين التي تتيح لها التمتع بحقوق أكثر تراعي كونها مسؤولة عن توفير الحياة الهادئة المطمئنة والرعاية الكاملة للزوج والأطفال وتهيئة المؤسسات بما يخدم مصالح الأسرة التي هي اللبنة الأولى للمجتمع.
*دكتورة ر تحتفل المرأة العمانية هذه الأيام بذكرى يومها السنوي فماذا يعني لك تخصيص يوم للمرأة ؟ وهل تجدين في الاحتفال ما يضيف شيئا جديدا للمرأة؟*
تخصيص يوم للمراة العمانية اعتراف بتعاظم دورها العظيم أصلا في حياة الأمم وذلك يضع عليها عبءً أكبر من حيث أنه يسلط عليها الضوء ويجعلها على دراية واستعداد دائمين لتكون متيقظة ومستعدة لتصحيح مسارات الحياة عند أي انحراف قد يحصل نتيجة الاهتزازات الناتجة عن الاندماج الكوني الماحي لخصوصيات الثقافات المختلفة بين الامم والساعي لمحو التنوع القيمي والأخلاقي بين الشعوب.
نعم الاحتفال أضاف ويمكن أن يضيف أكثر إذا ما أُحسن التحضير له مع ملاحظة أن بعض الأخطاء الفردية المرتجلة مع بساطتها تفرغ الاحتفال من مضمونه من مثل استقدام عناصر نسائية ليست ذات قدوة في المجتمع النسائي ولا ينبغي أن يكن في طليعة ركب المرأة.
وكما يقال سمكة واحدة فاسدة يمكن أن تفسد جميع السمك.
وأصارحك القول أن هناك استياء بين أوساط النساء من استضافة نسوة لا يرتقين لمقام القدوة في السلوك بل إن تصرف من ذلك القبيل يجعل المرأة العمانية في موضع استهزاء واستخفاف حين تقدم نفسها بمستوى هابط .
*مهندسة ج وانت تتعاملين مع تقنية المعلومات هل تجدين خطرا يتهدد كيان الأسرة يتوجب على المرأة التصدي له وكيف؟*
نعم هناك أخطارٌ كثيرة تهدد الأسرة نتيجة الانفجار المعرفي وتطور التكنولوجيا وإغراق العالم بها بكلفة تكاد تكون زهيدة وهي أخطار مدمرة إن لم يتم التصدي لها للحد من تأثيراتها
، والمرأة هي السدُّ الصادم والواقي لتلكم التأثيرات .
أما كيف تستطيع ذلك فالأمر يستدعي كما قالت من قبل زميلتي الأستاذة س من خلال سن قوانين لحماية المرأة والطفل تعطي المرأة وقتا أطول من حياتها اليومية للإشراف المباشر على الأسرة سواء من خلال وجود دور للحضانة بجانب المؤسسات التي تعمل بها المرأة أو من خلال تخفيف ساعات العمل على المرأة لتتمكن من أداء دورها الأسري على النحو الأكمل.
علينا أن نفهم حقيقة أن الهدف من كل هذه الأختراعات هو تحويل الإنسان إلى آلة تسيره التكنولوجيا فيصبح أسيرا لها خاليا من المشاعر الإنسانية وكمثال بسيط يكفي ما نراه اليوم من انهماك الجيل الجديد من الأطفال على برامج كلها حرب وتدمير ستكون نتيجته في المستقبل دمار الكون بأكمله وبوادر ذلك واضحة في الحروب المنتشرة من غير أن تهز المشاعر الإنسانية.
لذلك لا بد من إعطاء المرأة دورا أكبر ولا بد من إعداد المرأة من طفولتها لتكون سياجا واقيا لأخطار تهدد المجتمع فلا يكفي أن ينظر إليها على أنها أعطيت حقوقا مساوية للرجل على حساب مستقبل الأمة فالمرأة هي المحور او القطب الذي يدور حوله مستقبل الإنسانية بأكمله.
ما شاء الله لقد أخذنا الوقت ويبدو أننا سنحتاج إلى حلقات وحلقات قبل أن نستكمل نقاشاتنا حول دور المرأة فهناك جوانب عديدة يتوجب التعريج عليها في حلقات قادمة *فهل هناك من توصيات او التماس تردن أن يستمع إليه صناع القرار ؟*
الأستاذة س س م:
نود من خلال هذه الجلسة أن تنظر الجهات المعنية بسن القوانين في مراجعة بعض التشريعات واللوائح المتعلقة بالمرأة والطفل من ذلك مثلا:
*إجازة الوضع لتكون ست شهور على الاقل ولو بالراتب الأساسي
*إجازة الأمومه لسنة بدون اشتراط البديل ودفع مبالغ لمساهمة التقاعد*
*منح المرأة المرضعة ساعة يوميا لرضاعة طفلها إلى أن يكمل سنتين*
*تخفيض ساعات عمل المرأة حتى ولو بأجر أقل ، وذلك كله يصب في مصلحة ترببة الطفل الذي هو عماد المستقبل للوطن والأمة*.
الدكتورة ر ح ن :
نود أن نشكر مولانا صاحب الجلالة على اهتمامه وتقديره لدور المرأة ، ولان المرأة اليوم متواجدة على كل صعيد فإن وضع إطار واحد للمراة يكون معنيا بشؤونها ومنبرا تُخاطب و تتخاطب من خلاله على هيئة نقابة نسائية من شأنه أن يؤطر العمل النسائي بل ويمكن أن يصبح بيت الخبرة للعمل النسائي.
المهندسة ج م ق:
اثني على ما تفضلت به زميلتاي واضيف نقطة أخيرة وهي تشجيع المجتمع وتوعيته بأهمية وجود عدد أكبر من النساء في مجلسي الشورى والدولة ليتناسب مع حجم دور المرأة المتزايد في مجال التنمية.
مدير الجلسة: نرجو أن يصل صوتكن إلى الجهات ذات الاختصاص.
ايها الأحبة قبل نهاية حلقتنا لهذا اليوم نشكر كلا من:
الدكتورة ر ح ن أخصائية في علم الاجتماع
والأستاذة س س م موجهة تربوية في التعليم المهني
والمهندسة ج م ق مهندسة تقنية معلومات
نشكركم على حسن المتابعة
وهذه تحية مني ومن معد البرنامج ومخرجه ومني شخصيا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، غ ھ م
أحدث التعليقات