لماذا لا يكمل بعضنا بعضا؟
يبدو انه حين كتبت نبذة عن جلسة سبلة السحماء في ثالث أيام العيد لم يعجب ذلك بعض الإخوة والأبناء في الحمراء معتبرين ذلك اختزالا لتاريخ إمارة العبريين
والحقيقة التي لا بد من ذكرها هنا الاعتراف بالدهشة التي أصابتني
وأعني بذلك الدهشة الإيجابية التي أسعدتني كثيرا من كون أن هناك من تابع ما قد تحدثت عنه وبان هناك من يملك مخزونا من التاريخ لدى من هم في مرتبة أبنائي من حيث العمر إضافة إلى الرقي في أسلوب الردود لدى الكثيرين ممن قرأوا المقال .
هذه العناصر الثلاثة ( متابعة ما كتب ، المخزون التاريخي ، الرقي في الردود ) تجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز أن قبيلة العبريين ضاربة في جذور التاريخ سامقة تطاول السماء بالناشئة من أبنائها .
ثم إنه قد تلبسني العجب من أن يحجم الشباب عن الإسهام في بلورة سجل تاريخهم الحافل ليصبح مرجعا للاجيال القادمة
فما من حقبة تاريخية إلاَّ ولها أهميتها في التراكمات المتعاقبة قوة بعد ضعف أو ضعف بعد قوة وتلك سنن كونية فتوة فكهولة فهرم
ولئن كنت قد ذكرت في مقالتي إمارة العبريين في أول عهد اولاد زهران فهو القوة بعد الضعف ، وهذه حقيقة تاريخية لا مجال لإنكارها وإلاَّ ما الذي يدفع بالعبريين اللجوء إلى زهران بن محمد في العراقي لينتقل إلى الحمراء لمساعدة ابن عمه راشد بن مالك لولا حالة الضعف الجاثمة على كاهل القبيلة
هل كان زهران بن محمد تائها مشتتا في الصحراء هو وأبناؤه فأراد العبريون التصدق عليه والتخفيف عنه؟ هل كان فقيرا فأحسنوا عليه ببعض النخيلات ثم فجاةً انقلب عليهم ؟!
مضى قرنان من الزمن منذ انتقل الشيخ زهران بن محمد بن إبراهيم بن راشد إلى الحمراء ومنذ قرن من الزمن وأحفاده يبيعون أمواله والى اليوم توجد بعض من أمواله في العراقي مع كثرة التفريط من أحفاده في اعز الأمكنة من العراقي.
لقد كانت العراقي له أكثر رخاء واستقرارا ومدنية ولم يكن لينتقل لولا شعوره بثقل المسؤولية ولقد دفع حياته دفاعا عن القبيلة وطلبا لرفعة شأنها فقد لقي ربَّهُ مثخناً بجراحه وما زال قبره ظاهرا حتى اليوم على سفح الجبل الصغير الواقع عليه البرج المسمى برج المقبرة من جهة الغرب .
ما ينبغي أن نتنبه إليه حين نكتب أو نقرأ أن ندرك أنه ما من أحد يملك كل الحقيقة فليكن نقدنا لما نقرأ بإكمال الجزء الناقص منها وحين نكتب أن لا نهدم ما بناه غيرنا حتى وإن لم نتفق معه .
فتعدد الآراء في الموضوع الواحد كاللوحة الجدارية التي لا تبهر الناظر إليها إلاَّ بتعدد ألوانها.
ولعلكم تذكرون الندوة التي أقيمت عن ولاية الحمراء
والتي احتوت على أوراق وبحوث لا نتفق مع مضامينها ومع ذلك تقبلناها بصدر رحب لقناعتنا بعدم جدوى تكميم الأفواه وأن كل إنسان مرهون بما يقول
وعليه أن يتحرى صدق أقواله.
وأخيرا فإنني أتطلع إلى قراءة ما ينقصني في بعض الجوانب التاريخية والثقافية والاجتماعية كتلك التي اشير إليها في الردود والتي وصلتني عبر الموقع أو من خلال حسابات الوتسب فإنها سوف تثري معلوماتي الضحلة ممتنا لمن يقدم لي معلومة اجهلها. واللهَ سبحانه وتعالى أسأل التوفيق والسداد.
أحدث التعليقات