لعلَّ ما يميز هذه النافذه هو اسمها وهذا ما يجعلها وعاءً يستوعب إدخال فكرة على أخرى مما يقتضيه حال سرد الحكاية والمقارنة بالزمان والمكان حينما تتداخل الحكايات بعضها ببعض ، وفي وقفتنا السابقة تحدثنا في الحكاية كيف أنَّ الأب بعمق التفكير وصواب التدبير قد قرر أنْ يرمي بابنه في معترك الحياة ولكن بعد أنْ يحصنه من فيروسات العصر و مكروباته ،
لقد أخذ المصل الأول مفعوله وهاهو الابن يخرج من بيت أبيه ومعه كيساً من النقود ربما يكون بداخله مائة أو ألف لا يهم ولكنَّ المهم أنَّ الابن واجه الحياة ونجح نجاحا باهراً وأخذ اسمه يرن رنين الدينار ولإلا الأب مازال غير مطمئنا لأنه لم يختبر ابنه إن كان قد استوعب الدرس أم لا فالبنيان الذي أسسه أصبح شامخاً ولكن ليس كل بنيان يستطيع مقاومة الهزات ولابد إذاً من معرفة متانة البناء وصحة رسوخه ، لهذا قرر أن يزور ابنه في موقعه ليضع الاختبار ويعرف النتيجة ، لقد كان الابن في غاية السعادة للزيارة التى قام بها أبوه وكم كان مسروراً وهو يرى قسمات وجه أبيه تنضح بالبشر خاصة بعد أنْ علم الأب مضاعفة رأس المال لديه بل والفائض من السيولة التي تمكنه من الدخول في أية منافسة في السوق ، ( لقد حان وقت الامتحان ) هذا ما كان الأب يحدث به نفسه …أي بني هل يمكنك أنْ تخرج معي لبعض الوقت لنتبادل الحديث على شاطئ البحر ولتأخذ معك بعض المال ؟ فإنني أريد أنْ أحدثك عن صفقة رابحة ، وبينما هما يسيران على الشاطئ طلب الأب من ابنه بعضا مما قد أحضره من المال فقام برميه في البحر وما إنْ رمى المال في البحر حتى قفز الابن كالبرق الخاطف ليعود ووجهه يرتج غضباً مما فعل والده وكال عليه من الكلام بما معناه أنك لو علمت كم من الجهد والمشقة التي تحملتها لجمع ذلك المال لما رميته في البحر ، وقد وجد الأب أنَّ الوقت مناسباً ليذكر ابنه كيف أنَّه كان يقوم بتبذير ماله على من يدعي أنهم أصدقاؤه وأحبابه .
وهكذا يبدو أن الابن قد استوعب الدرس في جانب المال واطمأن ابوه إلى أنَّ ما كان يرمي إليه قد تحقق وبقي على الابن أن يعرف من هو الصديق الذي يعتز بصداقته وسوف تكون لنا وقفة أخرى مع حكايات.
أحدث التعليقات