مع حكايات :
حين جلست مع نفسي متأملا ما قد كتبته في الوقفات السابقة مع حكايات توصلت الى ما يشبه حقيقة أن الموضوع الذي اخترته ينبغي كتابته على مستويات عدة واقصد بالطبع المستوى العمري والعقلي والفكري فبينما الأطفال في نعومة أظافرهم يحتاجون الى تبصرة من يصادقون أشعر أن الكبار ربما يكونون أحوج الى الرجوع الى الفطرة والى الطفولة لإعادة تشكيل اتجاههم نحو الصداقة الحقيقية ولو على سبيل التذكير ، ذلك أن الخداع
والزيف اللذين اصبحا يلفان الحياة المعاصرة بغلاف براق سرعان ما ينكشف عن انعكاس في الصورة الى الدرجة التي لا يستوعبها حتى واسع الخيال ، ذلك الغلاف هو ما يسمى بالعرف الدولي ( الدبلوماسية )
ان الدبلوماسية إن هي إلا الزيف والخداع والمكر واللصوصية والاحتيال لأن الدبلوماسية هي التي تجعل لكل كلمة ألف معنى ولكل حركة ألف مقصد ولو لا ذلك لما شهدنا اليوم من التحركات السريعة بين الصداقة والعداوة ، فالصديق في الأصل لا يصح أنْ ينعت بالصديق إلا حين يصبح أكثر من أخ ولا يمكن بذلك أنْ يتحول إلى عدو إلاَّ بأسباب تنزع تلك الصداقة كما تنزع الاخوة التي لا يمكن نزعها لأنها من النسب ، وأقول أن الصداقة تحتاج الى تقييم بميزان حساس ودقيق ربما لم تتمكن التقنية الحديثة على اكتشافه لأنها تبحث عن التعقيد لا عن التبسيط وإلا فان الميزان الحقيقي للصداقة هو المحبة فالمحبة تجعلك تحب لأخيك ما تحبه لنفسك وتكره ان يناله ما تكره أن ينالك والأصل في الإنسانية الأخوة التي هي أعظم من الصداقة إلاَّ أنَّ إنغماس الإنسانية نفسها في وحل الشهوات التي منها حب السيطرة والهيمنة على مقدرات الصغار من قبل الكبار هي السبب فيما تشهده الإنسانية اليوم من تردي وانحطاط .
فهل نعود الى المحبة كما فعل الأب مع ابنه ان المحبة هي التي دفعت بالأب ان يحب لابنه ما يراه محبوبا ولكن ما هي الحصة القادمة التي سيتعلمها في الدرس القادم سوف نعلم ذلك من خلال الزيارة التي سيقوم بها الأب لابنه في الوقفة القادمة
أحدث التعليقات