رحلت دون شكوى أو تذمر
رحلت دون أن تبدي لأحد ما تعانيه ، تكالبت عليها الامراض ولم يسمع منها أحد كلمة اوف.
فقدت ابنتها قبل خمسين عاما
وظلت نار الفقد تضطرم بداخلها
صبرت ولكن صبرها أورث لها شبه اعاقة حتى أن العمود الفقري قد انحنى لدرجة ان الاطباء قد ذهلوا حين أجريت لها الاشعة في منتصف التسعينات من القرن الماضي
وقالو كيف تمكنت هذه المرأة من المشي على قدميها.
تزوجت ابنتها الوحيدة وأضحت رغم حالتها هي الراعية لأحفادها
وكانت خير معين لابنتها في تنشئة الاطفال.
لم تألوا جهدا في اسعاد ابنتها بالسير معها في الولايات التي ينتقل اليها زوج ابنتها كلما كان ذلك ممكنا.
كانت ابنة واحدة فأضحوا اربعة اولاد وست بنات حنت عليهم حنوا تجاوز حد الوصف .
لكن الحياة الدنيا دأبها الاغيار
تعرضت للكسر في أحد قدميها
فكانت بداية مرحلة العثرة ، بعد الكسر لم تتمكن من الوقوف على قدميها ومع قلة الحركة أخذت الامراض تتوالى ، والكل ينظر اليها بألم شديد ، لقلة الشكوى
وعدم الامتعاض مع ماهو معروف من شدة الالم الذي يحدث في مثل حالتها.
وصلت في السنوات الاخيرة الى أن حركتها تتم بالرافعة من السرير الى السيارة ، الى أن تعذر حملها فبقيت في سريرها
دون حركة لما يقارب العام.
ومما ساعد على التخفيف من حالتها كون احفادها وزوجاتهم
أطباء وكانوا يحرصون على توفير الاجهزة الطبية والدوائية من الاسواق المحلية والعالمية.
لكن العناية والرعاية لا تطيل الاعمار كما أن الامراض لا تقصرها ، فقد دقت ساعة الرحيل مساء يوم التاسع والعشرين من رمضان عام ١٤٤٥هجري عند الساعة السادسة واربعين دقيقة مساء والاعلان عن ثبوت هلال شوال فاضت روحها الى بارئها ، فأسدلت الستارة عن حياة امرأة كتب لها أن تعيش معاناتها بصمت ، وأن ترحل وحولها من أسرتها وأحبابها خلق كثير وقد ووريت الثرى صباح يوم عيد الفطر السعيد الساعة العاشرة والنصف صباحا بمدينة العراقي من ولاية عبري بمحافظة الظاهرة.
إنها الفاضلة فاطمة بنت مطر بن علي العبرية أرملة الشيخ سعيد بن زهران بن محمد العبري
وجدة أولاد كاتب هذه النبذة غصن بن هلال بن محمد العبري.
تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته ومن سبقها من موتى المسلمين وألهمنا الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين.
الألم المكتوم والرحيل المحتوم

أحدث التعليقات