س من الناس،حضر جانبا من حفل زواج احد اخواله في منطقة كان الوصول إليها شاقا.
ولما كان لا يحبذ المسير ليلا سارع الى طلب الاذن من مضيفيه لكنهم قد أصروا عليه بالبقاء ، وكان الجدال والعزام بينهم طويلا ، فهم لا يعرفون ما يعانيه من القيادة ليلا ولا سيما في الطرق الوعرة ، الخالية من المارَّة ،
لقد أصرَّ على الاستئذان ولم يك يحسب أنَّ أمرا ما ينتظره في طريق عودته.
تأبط سيارته وتحرك بعد أن كان الظلام قد أسدل ستوره ، واخذ يقطع الطريق بين قلق الهدوء ووعورة المسلك ، ثم فجأة أحس بضربات على رأسه ورقبته ، أصيب بالذهول مالذي حدث له ، واخذ يتخيل أن أمراً ما قد حدث ، وهو يمشي فتكررت الضربات مرة تلو أخرى ، وفي تلك الوحشة لم يكن يجرء حتى على الانحراف ناهيك عن الوقوف ، وهكذا استمر في القيادة (مجبر أخاك لا بطل) والضربات على رأسه تتوالى ، نعم هي ليست مؤلمة ولكنها مخيفة ومقلقة ، أصر على الاستمرار في السير لأنه لو وقف ، لا يدري ماذا سيحدث له ، فقد يتطور الامر الى عراك غير متكافي ، وقد يحدث ان يستولي هذا الكائن على السيارة ويهرب ، بها فتكون الطامة الكبرى ، لقد حدث له ما لا يصدقه الخيال من الرعب و الفزع ، ويمكن للقارئ أن يتخيل ماذا حدث له من آثار جسدية ، (….).
فكيف كانت نهاية هذه المأساة الحقيقية ؟
لقد وصل صاحبنا بعد جهد ومعاناة شديدين الى أول قرية يبدو أن بها بعض المواطير المولدة للكهرباء.
وعند اقرب نقطة مضيئة يبدو أنها موقع ثلاجة ماء سبيل ، نزل من السيارة ومباشرة يغسل وجهه ويأخذ نفسا عميقا ويتأمل سيارته من بعيد ، لم يلحظ أن أحدا قد تحرك في السيارة ، أو حاول السطو عليها ، وهو الان يحاول العودة الى السيارة لكنه في خوف شديد ، طال به الانتظار وهو بين إقدام وإحجام ، لكن الى متى سينتظر ، لا بد أن يعود الى السيارة مهما كلف الأمر ، أخذ يقترب من السيارة شيئا فشيئا متوقعا أن يفاجئه ذلك الذي بالسيارة بما لا يحمد عقباه ، الخطوات ثقيلة ، والفكر مضطرب ، لكن الضوء الان سيساعده على اكتشاف الامر ، ولا بد من نهاية لتلك المعاناة ، اخذ يقترب ويرفع من صوته أملا في اخافة من في السيارة وهو يقترب ويداه محملتان بالحصى ليفضَّ بها رأس ذلك الكائن الذي أرعبه.
وصل الى السيارة وجدها هادئة ، ولا شيء يدعو للقلق ، وفجأة اكتشف سخلا رابضا تحت أحد الكراسي ، وهي وليمة العشاء الذي خرج قبل أن يتناوله، فقد وضع السخل في السيارة دون علمه ، فلعل الاخوال خافوا أن يرفض أخذه ، وهكذا كانت العاقبة ، فالمرء يؤخذ من مأمنه ، إنها من طرائف ما لا يتصور حدوثه ، لقد
سلم صاحبنا من حادثة تدهور يمكن أن تقضي عليه ، ولكنه لم يسلم من اصابته بتوتر شديد أدى إلى إصابته بالضغط وقد تبعه السكر ، حفظه الله وعافاه وامد في عمره.
بين الإخافة والطرافة

أحدث التعليقات