أما مِنْ جَمالٍ أو جَميلٍ له نَصِفْ
سئمنا مكاناً لا نكادُ به نَقِفْ
مَضتْ أشهرٌ زادتْ على العام كلما
أملنا بها رِيَّاً نجد ماءها نَشِفْ
فلا نحن قد زرنا صديقاً نجلُّه
وإنْ زارنا خِلٌّ من الخوف يَرْتَجِفْ
وما من مجال نلتقي فيه سَيِّدَاً
ولا عَالِماً من بَحرهِ الجَمِّ نغترِفْ
وحتى بيوت اللهِ قد نالها الجفا
لها ألفُ شرط إنْ أردتَ بها تَصُفْ
ّ
إلى كم سنبقى بينَ خوفٍ من الوبا
وسرعةِ توزيع اللقاح الذي اكتشفْ
وفي كل يومٍ نشرةٌ من وكالةٍ
بتحويرِ فيروسٍ على غير ماعُرِفْ
تَسابَقَ أهلُ العلم بيعَ بحوثهم
وقالوا بأنَّا قادرون بأنْ نقفْ
ولكنَّما الفيروس زادَ ضراوةً
ولم يفلحوا في كبحهِ مثلما وُصِفْ
كأني بهِ مِنْ جند رَبِّيَ مُرْسَلٌ
لتطهير أرضِ اللهِ مِمَّا بها اقترِفْ
فكُلّْ له في ذاكَ قسط من الجزا
على قدر ما فيه من الجرم ، قد قُصِفْ
كذا هوحال المجرمين مصيرُهمْ
يكونون مثل الطير من ريشهِ نُتِفْ
ليعلم مَغرورٌ ويدركَ عجزهُ
فلا يك جباراً على الأرض يَعتسِفْ
ألم يَر كيف الله أرسلَ ذَرَّةً
عليه ولم يسطع لها قط أنْ يَصِفْ
بِأَيِّ بلادِ اللهِ ما عاث مفسداً
كأنْ ليس يدري بالذي سوف يَنْتَصِفْ
يَظنُّ بأنَّ الارضَ من ملكوته
يعربدُ أنَّى شاءَ فيها ويستخِفْ
فهل مِنْ سبيلٍ أنْ تُرى الأرضُ طُهِّرَتْ
من الدرَنِ الموبوءِ ، بالبُشِرِ تَلْتَحِفْ
أما من دُعاء مُستجابٍ بليلةٍ
لعبدٍ مُنيبٍ رافعِ الكفِّ مُرْتَجِفْ
يُنَاجي إلهَ العرشِ يَرجوهُ لُطْفَهُ
فلستُ لذا أهلاً أُقِرُّ وأعتَرِفْ
ولولا بأنَّ اللهَ يسترُ عَبْدَهُ
لما اسطعتُ بين الناس أمشي على الكتِفْ
له الحمدُ لا أحصي ثَنَاءً لسترهِ
عليَّ ونعماءٍ لها بِتُّ أغترِفْ
على غير ما استحقاق من فيض جُودِهِ
وأعظمها ذا العبدُ للهِ يَتَصِفْ
وما لسواه سُلْطةٌ في وجودهِ
ومَنْ قالَ إلاَّ ذا فذلكمُ خَرِفْ
وإنِّي على خير الأنامِ مُصلياً
كما أمرَ المولى ، بذلك أزدَلِفْ
أحدث التعليقات