يلومنني أني على الشعر أعزف
ألا ليت من قـد لامني فيه يعرف
يظنون بي ظـنَّ الـذي متكسـب
فلو كان هذا كنت م البحـر أغرفُ
يخالونني في الشـعر أمدح كل من
يقلد أو قد قلدوا،لست أهرف
أيَمدح نجما غـار في كبد السَّما
برأد الضحى إلا السـفيه المخرف؟!
أيحسن في الديجور وصف بأنه
به تَبصرُ الأكوانُ ؟! ، فالنور يُعرف
كذلك حال الشـعر ذا اليوم عندنا
تخلَّف عمـا فيـه بالأمس يوصـف
فإن هو لم يصدقك فيمـا ترومه
فلا تركـبنه أو تكـن فيـه تهـرف
ألا لـيت مـن يقـرأ ندائي يجيبني
ليسـمع منـى مـا أريـد و ينصـف
****
أحباءنا والشعر يهوى ديـاركـم
يشمر عن سـاق الى حيث يرهـف
أخالكـم والشــعر جـرَّ رداءه
الى غير دار كـاد بالشعر يوصف
تصمُّـون آذانـا وتغضـون أعينا
كأن الذي يسدي الى الشعر يسرف
ومـا زال فيكم من يردد أننـا
أساطينه ، هذا الذي كان يعرف
متى كانت الأشعار تصدح حيثما
تَـيَـمَـمُ ، والآذانُ للشـعر تُرْهَـفُ
وكـان لسـانُ الشـعر يوقظ أمَّةً
يُصِـمُّ قلـوبـا حين يُلْقَـى ويُرْجِف
****
كأني بأهل الشـعر قالوا جميعهم
عتاب محب صادق العهـد ينصف
حفظنـا لهذا العهد سفرا مخلدا
وضاقت بماصغنا من الشعرأرفف
عشـقنا تراب الأرض، همنا بحبها
وللقـائد المقـدام ندعو و نهتـف
وقفنـا مع المظلوم في كل نصرة
نـنـادي برفع الظلم لا نـتخوف
فمابالهم والشعر يخفض جناحه
يصدون عنـه كالذي منه خوفوا
مغنية تُعْطَى كمـا ألفَ شَـاعِـرٍ
٥وماذا عسى تُعْطِى؟!عيوناً تُسفْسِفُ
وتُجمـعُ آلآفٌ الجمـوع لمطـرب
ولسـنا نرى للشـعرِ جمعـاً يُؤَلِـَفُ
كاني ببيت الشـعر يجهش باكيا
على حال من قد صاغه وهو ينزف
لَعَلَّهُمُ قَـدْ صدَّقوا قـول قـائلٍ
بـأنَّ معـاناةِ الأديـبِ تَـشَـرُّفُ
فيا حبـذا الابداعُ يَلْقَى حَفَـاوَةً
ولا حبـذا عيـشُ الأديـبِ تَكَـفُـفُ
****
وهَبْ أنَّني أسديتُ عتباً لمخْلَصٍ
له في رِحابِ الشعر رأيٌ وموقفُ
أقـولُ بأنَ الشـعر أصدق شـاهدٍ
فإن تجعلوه شاهدَ النفيِ تأسَفوا
الى كَمْ يظلُّ الشـعرُ حيرانَ خاملاً
وفي غير هذا القطر كالسيل يَجْرُفُ
أعنـدهـمُ خِصْبٌ وروضٌ وعندنا
من الجدْبِ ما لا يجعل الشعرَ يُوْرِفُ ؟!
أعنـدهـم حس وذوق ومتـعـة
يـقابـلـه فيمـا لـدينـا تعجرف ؟!
أهم سابقونا في الفصاحة ؟! أم لهم
مصادر لا ندري بهـا كيف تُغرف؟!
بلى عندهم جود سخاء و نزعة
الى الشعر فاقت ما به الشعر يوصف
فلا عجـب إن قيـل زُمَّت اليهم
ركـابُ قوافـيـه فهم فيه أعرف
لقد وجـد القصـادُ كعبتهمْ بهـا
وسُرُّوا بما قد نالهم حين شَـنَّفوا
سلوا كل من قد شاركوا في رحابهمْ
بما قدأحيطوا حين عادوا و شُـِّرفُوا
كأنهـم قـد بُدِّلـوا عن جلودهِـمْ
وعادوا بما لم يحلموا حين صُنِّفـوا
سلام على الإبـداع في عقر داره
ِ
يَشِـيبُ ويـا لطفاه حينَ يُخَـرِّفُ
وطوبى لأهل الشعر داراً جديدة
يبيض بهـا الابـداعُ ثـم يـرفـرف
ويادهر سجل مالذي الشعر يعتري
من الحيـف في عهـد به يتشـرفُ
أحدث التعليقات