ما يلفتُ الانتباه أن ردود الأفعال على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وتصريحات الرئيس الفرنسي انصبت على مديح الرسول الاعظم والتصريح بحبه عليه افضل صلاة وأزكى تسليم.
ومع أن ذلك مما يتوجب على المسلم الا انه من المسلمات التي لا يختلف عليها المسلمون فيما بينهم لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من نفسه و ولده ووالده والناس أجمعين)أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فما الذي يعني تابعي ملة الكفر أن نقول لهم نحن نحب نبينا محمد ص ، وما الذي يعني نبينا محمدا أن نعلن لاهل الكفر حبه؟! ليس لذلك أثر في واقع حال الأمة ولا حتى في زيادة الايمان إن لم يكن الحب واقعاحقيقيا ملازما لحياة المؤمن.
ثم جاءت ردود الافعال من بعض الدول تدعو للمقاطعة ، فردد الآخرون قولها ، دون مراعاة حال واقع تلك الدول الداعية الى المقاطعة والتي أخذت على عاتقها الاكتفاء الذاتي من كل ما تنتجه الدول المسيئة ، فلا تضرها المقاطعة بل على العكس هي ستستفيد
كونها قد تصبح المصدر البديل لتصدير منتجاتها ، في حين أن دول المرددين لدعوة المقاطعة لا حول لها ولا قوة الا أن تستبدل كافرا بكافر ومسيء اليوم بمسيء الأمس.
كنت أتمنى على من انبرت اقلامهم للرد على الإساءة أن يسلطوا أقلامهم نحو داخل دولهم ، ليبثوا في أنظمتهم الحياة وليغيروا من منهجية سياستهم المعتمدة على الغير في مختلف شؤون دولهم و شعوبهم ، منادين بحق الشعوب و الدول الاسلامية وعلى الأخص العربية أن يكون لها القول الفصل فيما يتعلق بالقضايا المصيرية ، تضغط على حكامها أن يقفوا صفا واحدا في إصلاح حال أنفسهم وشعوبهم لا سيما في الجانب الاقتصادي والاجتماعي وما يتعلق بالتطبيع مع الدولة العبرية لما في ذلك من خطورة فما تعاني منه الدول العربية من كوارث إنما هو من الساسة الموكلة إليهم إدارة الموارد الهائلة والذين مع الأسف الشديد يحرصون على مصالحهم مع الدول أكثر من حرصهم على مصالح شعوبهم مما يجعل تلك الدول تسعى الى تثبيت الاوضاع القائمة وتتعاون معها على قمع شعوبها .
ولا يخفى على أحد قوة تأثير الكلمة الصادقة النابعة من الحس الوطني على المتلقي مما
يضع أهل الأدب في مقدمة المدافعين عن حقوق ومصالح شعوبهم ، وحينئذ فالأدب المخملي القائم على الاطراء والمديح لا يخدم الأمة ولا يقدم لها ما تتوق اليه من بناء شخصيتها القوية القادرة على تقرير مصيرها، وإخلاء الساحة من المستكبرين والمستبدين ، والمتآمرين والفاسدين الجشعين والمستوردين للأوامر والنواهي من خارج الحدود ، والمهادنين في حق الله ورسوله ، فذلك هو ما تحتاجه الأمة الإسلامية في حالها اليوم ، أما ما يحدث به المرء عن حبه فذلك محصور أثره ما لم يتحول إلى أفعال تبرهن على صدق المحبة.
كأن يقول الشخص أنه يحب وطنه ويعشق ترابه ، يصدق ذلك القول أو يكذبه واقع حاله مع وطنه ، أو يقول شخص إنني أحب وظيفتي فذلك يستدعيه أن يتفانى في الأداء بإخلاص ، وهكذا الحال مع محبتنا للرسول (ص) نسعى لرضوانه يوم أن تعرض الأمم على ربها فيقول يارب هذه أمتي ، نسأل الله أن يثبتنا على السراط المستقيم ويحفظنا من كل شيطان رجيم
أحدث التعليقات