أبيات في رثاء الشيخ الوالد سعيد بن زهران بن محمد بن سالم العبري
الذي وافته المنية صباح يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر شعبان ١٤٤١للهجرة الموافق ٢١ / ٤ / ٢٠٢٠م تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كيف السبيل لمثلي أنْ يواريكا
وأنت لي قد فتحتَ البيتَ ، يؤويكا
أمْ كيفَ لي في بيانٍ مِنْ خِصالكمُ
يا ابنَ زهران ، يا ابنَ العَمِّ ، ناهيكا
عن أن أشير لما أوليتَ من مِنَنٍ
أجلُّها أمُّ أولادي ، محبيكا
سعيدُ ، ما لَكَ عنَّا قد رحلتَ وقد
كنا نراك عمودا ليس تثنيكا
أعتا الرياح ، لثقل كنت تحمله
فماله الموتُ عنا جاء يخفيكا؟
أبا سليمان ، عبدالله ، أحمد ، قد
تركت فينا أسى ، كم سوف نبكيكا
يا آخر السلف المشهود جُودُهُمُ
أبا محمدَ ، أبراهيمَ ، نرثيكا
بما عُرِفت به في الناس من خُلُقٍ
لو لم يكن زادُكُمْ إلاَّهُ ، يكفيكا
والجُودُ عن نفسهِ ينبي فلا أحد
يسطيع إنكارَ ما مَدَّتْ أياديكا
تبعثْ به عَوَضَا لا ترتجي عِوَضَا
في ظلمةِ الليلِ يا ابنَ العَّمِ يأتيكا
يا جدَّ سلطانَ ، عبدِاللهِ ، كيف لنا
نأتيك صُبحاً وأحيانا نُمَسِّيكا؟
أحبُابُنا من بعيدٍ يُرسلونَ أسى
وما لنا حيلة في أنْ نواسيكا
للهِ من هذه الأيام تقذفنا
من كل ناحية كي لا نُؤدِّيكا
ما تستحق من الإجلال ، نحسبه
حقا علينا لكم ، من ذا يباريكا؟!
لعلها حسبتْ – جهلاً- بأنكَ إنْ
وُريت تُنسى وما قد كان ماضيكا
وأنتَ مَنْ قد ورثتَ الوائليَّ كذا
جَوَادَ عبرةَ ، زهرانَ المُرَبيكا
وهَاهُمُ – باركَ الرحمنُ – فِتيتُكُمْ
الفرْدُ فيهمْ بما قد نال يُسْبيكا
رأيتُهُمْ كيف قد حازوا رضاك إلى
أنْ كادَ كُلُّ فتىً منهمْ يُفَدِّيكا
فليس مثلك من تَفْنَى مناقِبُهُ
للهِ نُزجي دُعاءً أنْ يجازيكا
في جَنَّةِ الخُلْدِ دَارَاً تَستعيضُ بها
جَاراًعَنْ الأهلِ والجيرانِ يُنْسيكا
وسوف تفقدك *الخضرا* وحوزتُها
كذا *الخلاصُ* أراهُ اليومَ يبكيكا
بل العراقي وعبري ، المعتفون بها
وكُلُّ مَنْ كانَ يغشى الدَّارَ ، ناديكا
أهْلُوكَ في بَلْدَةِ الحمرا ومَنْ لهُمُ
بِكمْ صِلاةٌ وجَمْعٌ مِنْ محبيكا
رَحَلْتَ عَنَّا و عنْهُمْ ناصعاً ولنا
تَركتَ إرثاً عظيماً مِنْ تَصافيكا
أعاننا اللهُ تسديداً لِثَلْمَتِكُمْ
ويا عساه يرينا من يحاكيكا
جُوداً وبِرَّاً وإحساناً يُرَصِّعُهُ
بين الورى خُلُقٌ سامي يجاريكا
واعذرْ مُحبكَ أنْ جاءت بضاعته
زهيدةً ليس زهداً في تجليكا
عَليكَ أزكى سلامٍ عاطرٍ شبمٍ
مِنْ رَبِّنا ، جَنَّةَالمأوى يكافيكا
غصن بن هلال بن محمد العبري
*ضاحية الخضراء الواقع بها.منزله
*مسجد الخلاص القريب من منزله الذي بناه والده ثم وسعه هو من بعده.
أحدث التعليقات