ماذا يعني صباح عريش السدرة ؟
من حيث التسمية فهو إسم على مسمى بالتعبير العماني يعني أنه منطبق على الواقع.
صباح يقع في الطرف الشرقي من حارة الحمراء القديمة وهو مدخل القادمين من جانب الشرق من الحارة وقد كانت الحارة تنتهي عنده وهذا الصباح واحد من أربعة صباحات صباح يقع في الجانب الغربي من الحارة ويسمى صباح العالي وصباحان من الجهة الجنوبية للحارة أحدهما يسمى صبا المغري والآخر صباح النعب وكانت الحارة تقع داخل هذه الصباحات الاربعة قبل أن تتوسع في الجهات الثلاث الغرب والشرق والشمال في سفح الجبل المسمى ذلك الزمان ( الحد ) ولعلهم ارادوا بتسميته بالحد أي النقطة التي تنتهي عندها حارة الحمراء فلا تتعداها. لماذا؟ ربما لدواعي أمنية فلا ينبغي أن تتناثر البيوتات هنا وهناك بل كان شرط التصاق المنازل ببعضها يفرضه واقع الحياة في تلك الأيام .
على كل حال نعود إلى صباح عريش السدرة
تحدثنا عن الصباح فماذا عن العريش ، كلنا نعرف أن العريش في داخل عمان يتم رفعه من جريد النخل وهو كذلك وهناك سدرة كبيرة في نفس الموقع والعريش مرفوع تحتها والعجيب أن ذلك العريش توالت عليه أجيال لم تتم عليه أية إضافة من جريد نخل جديدة إلا أنكم تلاحظون أنه لم يتم تسمية الصباح الشرقي ولم يكتفى بتسميته صباح السدرة بل أصبح معروفا بالتسمية المركبة من ثلاثة أشياء الصباح والعريش والسدرة وأصبح معلما ومكانا مشهورا.
فهل هناك من سبب لشهرة ذلك المكان إلى الدرجة التي لا يكاد أحد في الحمراء لا يعرفه صغارا وكبارا رجالا ونساء؟
لقد أصبح ذلك المكان موضع مناداة قعد الفلج التي تتم كل أسبوع واي مكان يمكن أن يكون أكثر شهرة من مكان يتم فيه قعد الفلج ؟!
وهناك تتم قسمة اللحوم التي يتفق الناس على اقتسامها والتي يعتقدون أنها عادة تكون اوفق وارخص قيمة من اللحوم التي اتفق على سعرها الثابت داخل السوق وذلك كان يمثل كسرا للإحتكار ولو على خجل فقد يتفق عشرون شخصا أقل أو أكثر على شراء دابة بقر بمبلغ ويحددون كم سهم يقسمونها ليكون السهم بكذا دون النظر إلى كمية اللحم فقد ينال الشخص من اللحم بقيمة قرش واحد بما يستحق قرشين .
وهكذا أصبح ذلك المكان لا يكاد يخلو طوال النهار.
إلا أن ما يعكر صفو ذلك المكان وجود (الطارقة) خشبة الجنازة هكذا تسمى ، الأمر الذي يحيل أنسه في النهار إلى وحشة بالليل بل والذي زاد من وحشته أنه ألصق به جنية فصار مشهورا بجنية صباح عريش السدرة ، والحقيقة أنني لم أفهم وانا صغير والى هذا اليوم لماذا تم وضع خشبة الجنازة في ذلك المكان الذي أدخل فينا ونحن أطفال الرعب ذهابا وإيابا في طريقنا إلى السوق.
ورغم ذلك تبقى لذكريات عريش السدرة في نفوسنا جمالا في النفس لا سيما حين نمر بكبار السن وهم جالسون واقدامهم متدلية مرفوعة على عصيهم العصية على الزمن فبعض تلك العصي موروثة من جد بعد جد تشعرك بعراقة الرجال وصلابتهم وطيبتهم وتواضعهم في آن معا فقد كانوا حين نسلم عليهم ونحن مارين مشيا يقومون لنا رغم أننا في مرتبة أحفادهم ، أنعم بتلك النفوس الرضية رحمة الله عليهم زرعوا فينا الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن ، وأخيرا يا صباح ويا عريش السدرة هل ترانا قد أعطيناك بعضا من حقك
لتبقى في ذاكرة الأحفاد بما نلته من استحقاق الشهرة على مدى مئآت السنين عسى أننا فعلنا ذلك.
غصن بن هلال بن محمد العبري
٢٠١٧/٨/٨ م
أحدث التعليقات