أبيات تحكي نبذة عن حياة الشيخ الجليل العلامة احمد بن حمدون بن حميد الحارثي بمناسبة الحديث عن جانب من حياته رحمة الله عليه.
عطر الشرق
نسائمُ عطر الشرق عادت تنافحُ
تلامس روحي تارةً و تصافحُ
تذكرني ما لستُ أنساه لحظةً
وكيف لعمري يُنْسَى غادٍ ورائحُ
دعونيَ من ليلى وهندٍ وسُعدةٍ
و(فاطم مهلا ) بل ومَنْ فيها نائحُ
فقلبيَ مملوءٌ ونفسي تولَّهَتْ
الى من لهم في المكرمات القرائحُ
ٌالى كعبة القُصَّادِ كم حجَّ عالم
إليها وكم منها تَصدَّرَ طامحُ
الى أجم الآساد تزأر حيثُما
ترآى لها طاغ وباغ وقادِحُ
الى الروض والازهار بل منبع الصفى
الى الشرق حيث الفكر للصدر شارحُ
إلى قابل الشيخ الممجد صالح
لننهل منها ما به الدهر سامحُ
الى العالم المفتي الهمام أخا الحجى
وسابق عصر ظلَّ فيه يناصحُ
الى الشاعر المِعْطارِ والعَلَمِ الذي
له شهد الأعلامُ فيما يطارحُ
الى نجل حمدون المحامد أحمد
حفيد حميد ، جوده لا يُنَاطَحُ
الى الهمة القعساء والشمم الذي
إليها دعته زنجبارٌ يُنافحُ
فأذهلهُ فيها حِراكٌ ونَهضَةٌ
ونورٌ بدا في عالم الجهل لائحُ
وسُرَّ بوصلٍ بين صحب وجيرةٍ
وأعجبه قطر السما إذ يلاقحُ
نسائمَ لا تنفكُ تذكي غرامه
كبرق على نحو العريق يلاوح
يناشده حمل السلام الى الاولى
يُحبُّهمُ في لهفةٍ لا تبارحُ
متى أشرقت شمس وسال نضارها
وشقَّ السما بدر أتته المدائحُ
لأحبابهِ حولَ المضيرب طَنَّبوا
تُحركُ ما بين الضلوع الروائحُ
يُعبَّرُ عن شوق على غير حسرةٍ
سوى أنَّهُ عن حاله فيها شارحُ
فلا ذَمُّ بل لا هَمُّ فيما به جرى
له قلمٌ إلاَّ الثنا وهو صادحُ
شكور لنعماء الإله وحامد
صبور على الهيجاء إن عنَّ كاشحُ
*****
وإذْ لَمٔ تر الأيامُ إلاَّ تَبَدُّلاً
وجاءت بما لم تستطعه الجوائحُ
أغارت على تلك الجنان عواصفٌ
اعاصيرُ لم تعرف بهن الجوارحُ
أذاقته آلاما ، أقَضَّتهْ مضجعا
سقته مرارات ، ولا مَنْ يكافحُ؟!
مضت بالذي فيه الى العلم قد سعى
سنينا على نهج التقى وهو ناصح
ولم تكتف الأحداث إلاَّ برزئه
بمن عنده يأوي سلاما ، يُراوحُ
فالقى سلاحا كم به كابد العدا
ولبَّى مليكا جاءه وهو كادحُ
فيا ربُّ أسكنْ إبنَ حمدونَ أحمداً
مَقامَاً به للأنبياء يصافحُ
أحدث التعليقات