تلطف في القول يا عمر

بسم الله الذي لا حول ولا قوة إلا به والحمد لله حمدا كثير كما يحبه ويرضاه ، والصلاة والسلام على خير خلقه سيدنا ونبينا محمد وآله وأصحابه وبعد :

فقد قرأت القصيدة التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مذيلة باسم عمر الهمداني .

ومع أعترافي لقائل القصيدة بان قصيدته قوية البنيان بليغة البيان تلامس الوجدان إلا أنه نسي لشدة حزنه على اهله وعشيرته أنه يقدمها بين يدي سيد الاكوان ، فصار يشتد في الخطاب الى حد مقاضاته يوم القيامة بين يدي الحق جلَّ جلاله ، وفي ذلك إفراط كما في البيت

( إن لم تقم يارسول الله تنصرنا           إنا وإياك عند الله لقيانا )

لقد كان بوسعه وهو فيما يبدو شاعر مفلق ان يجعل الخطاب اكثر تأدبا وتلطفا ،  لكننا نلتمس له العذر بفداحة خطبه لما يتعرض له اليمن اليوم من حرق الأخضر واليابس ، عسى الله ان يرفع عن أهلنا في اليمن هذه الفتنة الكبيرة بين أبنائه.

وقد قلت أبياتا قليلة العدد كعتب للشاعر عمر الهمداني لما رايته من جفوة الخطاب وشدته ، وإني لأحبه في الله.

مزَّقتَ أحشاءنا يا أيها الباكي

يامن تنادي رسولَ اللهِ ، يا شاكي

خيرُ الورى في الثرى ، قد مات من زمنٍ

فكيف ترجوه إفتاكا بسفَّاكِ

دع المقاضاةَ ، خيرُ الخلقِ كرَّمَهُ

ربُّ البريَّةِ ، لا تُؤَخَذْ بإرْبَاكِ

وارفع دعاءك يا هذا لمن سجدت

له الخلائقُ طُراً بين أفلاك

إلى السماءِ توجه ، دعكَ من بَشَرٍ

أراحهُ اللهُ من باغٍ  وشكَّاكِ

طَهِّرْ ربوعك ممن تمتلي يده

من مال قارون ، قطعها بأسلاك

وخُذْ بِحَقِّكَ مهما قد قَدَرْتَ لَهُ

عن كُلِّ قَطْرةِ دَمٍّ في الثرى زاكي

لديكَ إذْنٌ بهذا في الكتاب وهل

سمعتَ عن وردة من غيرِ أشواكِ

بالصبر والجَلَدِ المعروف تدرك ما

ترجوه يا يَمَنِيُّ ، المحتمي الباكي

واستغفر اللهَ مما أَنتَ قائله

حتى وإنْ كان في شِعرٍ بإسْباك

ُصَلَّى عليه إلهٰ العرش خاطَبَه

بألطفِ القول يا من جئته شاكي

غصن بن هلال بن محمد العبري

سلطنة عمان

التاسع من محرم ١٤٣٨هـ

الحادي عشر من اكتوبر ٢٠١٦م