حديث مع الزمن
زمانيَ : خبِّرْني : أخـاكَ الـذي مضى
أكان نعيمـاً عاشـه الناسُ أم لظى
و هل أمَّةٌ في الأرض سـيمتْ كأمَّتي
فقالـت قضاءُ الله قد حـلَّ و انقضى
وسـارت تصلي في المسـاجد تبتغـي
من الله إرجـاءَ الذي فيها قد قضى
و تدعـو على الكفـار في كـل منبرٍ
بتشـتيتهمْ أرضاً بتمزيقهـمْ شظى
و تسـألـه نصـراً عظيمـاً مـؤزراً
به تسحق الأعدا به تكسب الرضى
تقـول لـه يا ربُّ افعـل بهـمْ كمـا
فعلـتَ بعـادٍ قبـل ذلـك و انقضى
ولكنَّهـا ما حرَّكـتْ قـطُّ ســاكناً
بلا إنهـا أبدتْ لمن سـامها الرضى
و زادتْ علـى هـذا فأعطته آلــةً
أعانته في تهشيمِ ما كان قد شظى
فأمـوالُهـا مرصـودةٌ في بنوكــهِ
و بترولَها سـيفاً عليها قـد انتضى
وأسـواقهــا مفتـوحـة لصنيعـه
و من رأسـه الـتدبيرُ يأتي محفظا
فهـل يُرتجى نصرٌ لمن حالهـا كـذا
و كيف لها بالنصرِ قل لي أخا القضى
فقـال عجيـبٌ أن أرى اليـوم أُمَّـةً
إلى حتفها تجري و في غاية الرضى
فـإنـي أرى الأنعـامَ ترفض دفعهـا
إلى الذبحِ مع ما فيه من صحة القضا
وقد جـاء في القرآن في غيـر آيـةٍ
أعدُّوا لهـمْ من قـوةِ الخيل و اللظى
و في محكـم الـتنزيـل بيَّـنَ ربُّنـا
سبيلَ الرضى لو شئتمُ حقـاً الرضى
لقـد رضي الرحمنُ عمَّـن يقاتلـوا
دفاعـاً عن التوحيد والنفس و الفضا
فسـائلـته عن مكمـنِ الداء عندنـا
رضيتمْ حمارَ الجهلِ في الناس مربضا
جهلتـمْ مضـامينَ الخلافـةِ حينمـا
حصـرتمْ مفـاهيمَ العبـادةِ و القضى
فقلـتُ لـه : حـدثْ أيرجى صلاحُهـا
فقال : نعمْ بالصهر ينصلـحُ الشظى
*
***
أفيقوا من النومات تكفي بلادة
فَحَولكمُ من قد غزا عالم الفضا
أثيروا عقولا را كدات على المدى
وصفوا قلوبا بعضها قد تمعضا
أعدوا سلاحا دونه تقف العدا
بأن تجمعـوا ما كـان منكم تبعضا
وعودوا الى الإسـلامِ دون تمذهب
فليس سواه ما به الدين أجهضا
أجد لكم في ذا خلاصا لمحنة
ورأبا لصدع فيكم قد تشظشظى
وترجع للاسلام والعرب هيبة
وللارض أمن كان فيها تقوضا
تزول له الاحقاد شرقا ومغربا
ويخضع للإنصاف من قد تعرضا
أعيدوا بحـدِّ الصارم العضب دينكـمْ
فقد جاهد المختارُ بالسـيف و انتظى
وسـائلـته نصحا يعيد كرامة
على نفسكم ثوروا بها أشعلوا الغضى
فلـولا اشـتعال النار في القاذف الذي
بهِ يُطلقُ المقـذوف ما التهب اللظى
و قـد عُـرِفَ الإبريزُ بعـد انصهـاره
نفاسـته قـد أكـد الكـونُ وارتضى
فقلت له يا ذا الزمان أتيتني
بما يشبه التعجيز فامض كما مضى
أحدث التعليقات