قصيدة في رثاء الشيخ الهمام الكريم المقدام عبدالله بن حمدون بن حميد الحارثي الذي وافاه الأجل المحتوم مساء يوم الاثنين السادس عشر من ربيع الأول ١٤٤٧هـ الموافق الثامن من سبتمبر / ٢٠٢٥م بعنوان : (رحيل الكبار)
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
رحيل الكبار
ألا ليت لي عند ابن حمدون لحظة
أودعه فيها وأفشي له سري
بأني له أحببت حبي لوالدي
وأكتم ذا عنه لكي لا به يدري
فإني لعبدالله تلميذ والذي
تعلمته مازال في داخلي يسري
فمنه عرفت البر والصبر والوفا
لدى خاله ذاك الغني عن الذكر
رمى نفسه في السجن لا يدري أنه
سيخرج منه أو يظل مدى العمر
وفيه لمست الجود للجود وحده
بعيدا عن الأضواء في الطي والنشر
وقد نالني منه الذي لم أنله من
سواه من الإخلاص في السر والجهر
ومنه تعلمنا الصِّلات وأنها
سفائن في بحر الحياة بها نجري
وكم فينا قد أسدى نصائح لو لها
نقدر قد فاقت على خالص التبر
كأني أراه الآن في مجلس له
يغص بمن فيه يصافح بالعشر
من الفجر حتى الظهر ثم من العصر
تخال كأنَّ البحر في المد و الجزر
فأيُّ زمان سوف يأتي بمثله
وايُّ يد من بعده بالسخا تُثري
أقول لمن فيه يعاتب هيتلك
ترحم على من كان ينحت في الصخر
وجئني بنصف النصف يلقاك كلما
عنى لك أمر بالطلاقة والبشر
سنفقد في عبدالاله رجاحة
وعلما وتأريخا الى آخر العمر
فما من لقاء بيننا فيه نكتفي
وإن طال كالغواص يبحث في البحر
عن اللؤلؤ المكنون في صدفاته
ومن ذا الذي في البحر يحصر أو يدري
حليم كان الحلم عن سائر الورى
به اختص في ثوب الأناة وفي الصبر
لكل مقام عنده الف شاهد
على ما له يخفي من السطر للسفر
فأيُّ مصاب قد أصبنا بفقده
وأيُّ عزاء فيه يجبر للكسر
وأي كلام عنه يذهب حزننا
وفي الصدر من لفح الأسى حارق الجمر
غصن بن هلال بن محمد العبري
٩/ ٩ / ٢٠٢٥م
أحدث التعليقات