مجرد إفتراض
ما ذا لو استجابة سلطنة عمان للضغوط التي تدفعها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني
كيف ستكون ردود أفعال العمانيين ؟ هل تراهم سيتفهمون ويدركون ما قد دفع حكومتهم الى ذلك ؟ أم سوف يجدون الحيرة في أنفسهم.
هذا السؤال يجب طرحه بصوت مرتفع لأن الأحداث الأخيرة في المنطقة من شأنها إعادة رسم الخارطة السياسية لا سيما الهجوم الاسرائيلي على ايران وما صاحبه من بيان انكشاف الداخل الإيراني الذي أودى بالصف الاول من قيادات النظام
حتى بات قاب قوسين أو أدنى
من الانهيار .
تلك الأحداث قد أخافت دول المنطقة لا سيما منها الخليجية
التي بذلت في الخفاء الغالي والنفيس للحد من انتشار رقعة
الحرب بل وانهائها في أقصر مدة ممكنة.
انطلاقا من قول الشاعر
(أذا سلمت روس الرجال من الفنى
فما المال الا مثل قص الأظافر ِ)
نعم لقد هزت الأحداث المنطقة
وكان من نتيجة ذلك أن زادت الضغوط على الممانعين للتطبيع
ومنها سلطنة عمان الأكثر وضوحا في رفض التطبيع لأسباب دينية أيدلوجية أكثر منها سياسية، خاصة فيما يتعلق بغزة واليمن الأمر الذي يجعلها في مقدمة من تتجه اليهم أنظار الساسة المطالبين بالتطبيع تحت طائلة الضغط مما حصل في ايران وبأن اسرائيل يمكن أن تغامر بضربة ولو من باب الترهيب لكل من أظهر أو يظهر تعاطفه مع مناوئيها وأن مصلحة سلطنة عمان أن تمضي مع جاراتها ولو بعلاقات دبلوماسية على أقل تقدير.
هذا السيناريو لا شك موجود على الطاولة ولن يكون مفاجئا
و لكن ما ينبغي أن يتم توخيه وتجنبه هو ردود الأفعال الغير مسؤولة فالحكومة إن أقدمت على أمر من قبيل المهادنة في ظرف دقيق فلا شك أن دافعها في ذلك النظر الى الأصلح .
وتلك خطوة إن حدثت فإنها تشبه التداوي بالسم ولكن لا بد منها للحفاظ على مكتسبات مسيرة التنمية والسلام الأهلي.
وإذا كان العرب يلومون ايران أنها أعطت اسرائيل وامريكا السبب في مهاجمتها فكيف بهم مع سلطنة عمان التي ما فتئت تنهج خطاً مغايرا لما تسير عليه بعض جاراتها؟ إجابة نتمنى أن لا نقولها ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ سلطنة عمان ويجنبها كل المخاطر انه سميع مجيب.
٤محرم ١٤٤٧هـ
٣٠ يونيو ٢٠٢٥م
أحدث التعليقات