يقال أن المصائب والحوادث يتلاشى أثرها بتقادم وقوعها
لكنني أجد في رحيل معالي السيد الهمام سالم ناصر بن خلفان البوسعيدي رحمه الله دحضا لذاك القول ففي كل يوم نستذكر له موقفايعيدنا الى لحظة صدمتنا برحيله بسبب الفراغ الكبير الذي تركه مع الاحترام والتبجيل للأسرة الكريمة ، ذلك أن مسيرة حياته كانت تمثل كفاحاً وتحولا ليس بعيدا عما شهدته السلطنة في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه
فلقد أسهم السيد سالم بن ناصر بن خلفان البوسعيدي في تأسيس النهضة المباركة كما هو حال كثير من رجالات الدولة عام ١٩٧٠ وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك على حياته الشخصية لا سيما أنه كان قد أستعد علميا وكانت معارفه تؤهله لتطوير حياته ومحيط أسرته بل امتد ذلك الى المجتمع الذي يكن له عظيم التقدير والاجلال ، لذلك كان استفتاحي الابيات التالية بالحيرة مما أذكر وما أترك فجاءت الابيات كرؤوس أقلام مجملة فقلتُ:
تحيرتُ فيما منه أخفي وما أبدي
وما من صفاتٍ فيه إلَّا بها رُشدي
هو السَّيِّدُ الزاكي الأرومة سالمٌ
فتى ناصرٍ أنعم بخلفان من جَدِّ
هو ابنُ كرام القوم وهو أبوهمُ
هو البدرُ حالَ التمِّ واسطةُ العِقد
توسطَ بين الناصرين مُسالماً
أباهُ ومنه الإبنُ ينفح بالنِّدِ
حليمُ كريمٌ لا يبارى بجوده
تَخَيَّلَهُ قد مُسَّ حالة أنْ يسدي
عطوف وماقولي بذاك تكلف
فما من مقول ليس شاهده عندي
فكم من مريض مدنف نال ما به
يعالج إن كان العلاج له يجدي
وكم من فقير جاءه وهو معسر
فعاد يحث الخطو كالتاجر الهندي
وكم مسجد أو مجلس عُرضت له
فما قال يوما قط ذلك ما عندي
بشاشته عند العطاء كأنَّما
هو المعْطَى لا المُعْطِى وقد جاء يستجدي
عرفناه خمسينا سنينا كواملا
بجانب قابوس المعظم كالجندي
صحبناه عشرينا شعرنا كأننا
مع السحب والغيماتُ من فوقنا تَنْدِي
كأن قد أتى و الدهر في حال غفلة
فأرسل سهما للمنايا له تُردي
فلا عجب أنْ قد تملكنا الأسى
فلوكان يعطى العمرُ كنا له نفدي
ندافع عنه الموت قلبا وقالبا
على ما لنا أولى وأظهر من ودِّ
فيا ليتنا اسطعنا وفاءً لدَيّْنهِ
على ما له أعطى وما كان لي
يهدي
فأسأل ربي أن يضاعف أجره
بجنات عدن مُنْعَما فيها بالخلدِ
ويا ربي منك الصفح والعفو والرضى
على أيِّما هزلٍ لدى ساعة الجدِّ
وغفرانك اللهم عن كل زلة
له وقعت في لحظة دونما قصدِ
ويا أيها الأقطاب أبناءَ ناصرٍ
علينا لكم نبقى على سابق العهدِ
نجلكم قدراً ونسعى لوصلكم
و نصدقكمُ قولا لما فيكم نبدي
ففيكم لنا حسن العزاء وصبرنا
جميل بكم مهما تعاظم من فَقْدِ
غصن بن هلال بن محمد العبري
الخامس من ذي الحجة ١٤٤٦هـ
الموافق الاول من يونيو ٢٠٢٥م
أحدث التعليقات