* مقال العقل *
قلمي تعوَّدَ أنْ يخطَّ ثناءَ
ويخاطب الكرماءَ والعقلاءَ
ويشيد بالأبطال في ساح الوغى
ويشد أزرَ السادة ، العظماءَ
لايلتفت نحو الصغائر كونها
في ناظريه من السماء هَباءَ
من مثل ما قد جاء عن جيراننا
في نزعة لم تقنع البلهاءَ
لكنني ذا اليوم أجبره على
بعض النزول وإنْ يكنْ مستاءَ
خاطب على قدر العقول فربما
قد لامست كلماتكَ الأكفاءَ
عجبي لمن يختار غير مُحِبهِ
من أهله ويفضّل الغرباءَ
مَنْ يستبيه الإدعاءُ بأنَّهُ
بالمال يملك أنفساً،أنحاءَ
قَصٌّ ولَصْقٌ في الوثائق كالذي
يسطو على عَجَلٍ ، يقود الشاءَ
هَوِّنْ عليك فلستَ إلاِّ قطعةً
– حافظ عليها- لا تُعَكِّرُ ماءَ
من كان ذا أصلٍ يعودُ لأصلهِ
مهما أشاحَ وأظهر الرعناءَ
والأنفُ قالوا لا يُقص وإنْ بدت
منه الروائحُ أو أسال الماءَ
عودوا إلى حضن السماحة أمكم
هي دائماً تستقبل الأبناءَ
أنتمْ عمانيون مهما قلتمُ
لَنْ نجحد الأجدادَ والآباءَ
إرثاً ورثناهُ سنحفظه معاً
حاشى لنا أنْ نترك الأشلاءَ
لكمُ علينا أنْ نَلُمَّ شتاتكمْ
مع أمَّةٍ لم تعرف البَغْضاءَ
عُودوا من الأبوابِ ذلك حقكمْ
دَيْنٌ كبيرٌ يستحقُ وفاءَ
ودَعُو النوافذَ للِّصوص فإنَّها
ليست تليق بمن يكنُّ صفاءَ
هذا خِطابٌ من مُحِبٍّ نَاصِحٍ
أنْ توقفوا البغضاءَ والشحناءَ
فَلِكُلِّ فِعلٍ رَدُّ فِعلٍ قَدْرُهُ
مُتُساوياً مُتَعاكساً أنحاءَ
ولتجعلوا أفعالكم محمودةً
لا خير في جارٍ يَكنُّ جَفاءَ
ما لم يكنْ لكمُ ، مُحالٌ تحصلوا
حتى ولو أشعلتمُ شَعْوَاءَ
هذا مقالُ العقل كان لزايدٍ
منه الكثير وقد أقلَّ لواءَ
يا ليتَ أنَّكمُ تبعتمْ خَطوهُ
لأرحتمُ الأمواتَ والأحياءَ
رَحِمَ الالٰهُ أبا خَليفةَ كَمْ له
من موقفٍ قد أبهر العُظَماءَ
المقصاع
أحدث التعليقات