أشرقَ الفجرُ فاستفاقَ الأنامُ
وارتقَى الفكرُ مُذْ أُزِيحَ الظلامُ
في عُمانَ الإباءِ شَمْسٌ تَجَلَّتْ
قَمَرٌ شُقَّ عن سَنَاهُ الغَمامُ
لم يَعُدْ ليلُها كما كانَ طُوُلاً
يَوْمُها حَافلٌ وفيهِ إلتئامُ
بُثَّت الروحُ مِنْ جديدٍ بقومٍ
قابَ قوسينِ أنْ يَزولَ القتامُ
لَمْ تكن بِدْعة فكمْ مِنْ بِلادٍ
ذاقت الوَيْلَ ثُمَّ شُدَّ الحِزَامُ
قِيلَ عنها ماجانُ ، قيل مَزونٌ
فعُمانٌ عنها يَطولُ الكَلامُ
يا لفخري عُمَانُ أنْ نال شعري
منك بعض الرضى فذاك وِسَامُ
كُلُّ بَيْتٍ فيك عُمَانُ سيزهو
مُنْشِدا مُنْشَدا لمجْدٍ يُرامُ
كُلُّ بَيتٍ وفيهِ ذِكْرَى لوعدٍ
عام سبعين أنْ يُزاحَ الظلامُ
من لسانِ قابوس كالرعد وافى
بعده السَّجْلُ قد أتى والرِهَامُ
عامُ سبعين لا كأيِّ زَمَانٍ
قد مضىَ وانتهىَ عليه السَّلامُ
عامُ سبعين فيه قابوس أذكى
هِمَمَاً في النفوسِ فهي ضرامُ
عامُ سبعين فجرُ عهدٍ جَديدٍ
مُفْعَمٌ بالحياةِ ، فيهِ انسجامُ
عامُ سبعين نهضةٌ قد تَسامى
فِكرُها فالتقى عليها الأنامُ
عامُ سبعين انطلقنا جُموعاً
بشعارٍ نَبْنى ويُحمَى الذِمَامُ
يا لتلكَ الايامِ حينَ التقانا
سَيِّدُ الفكرِ ذا المليكُ الهُمَامُ
حِصْنَ بُهلا و في الأكفِّ قلوبٌ
صافحت قَلبَهُ فكانَ التحامُ
نظراتٌ مِنْهُ و مِنَّا إليهِ
أوجزتَ ما به يَطولُ الكَلامُ
حَدَّثَ الجمعَ في كَلامٍ قَصيرٍ
مَا فَهِمْنَاهُ ، أنَّ فيهِ التزامُ
لم نَرَ النَّورَ ، فالظلامُ سُدُولٌ
وخيوطُ الصَّباحِ بَرْقٌ يُشامُ
ومضى الرَّكبُ في ثباتٍ وعزمٍ
رغم نار الثورات وهي ضرامُ
ثورةٌ لَمْ يَكنْ لهاغير مَعْنَى
أنْ يَعُمَّ البلادَ منها انْقِسَامُ
ونُفُوذٌ للشرقِ والغربِ فيها
فظفارٌ قد كانَ فيها احْتِدَامُ
كل شِبْرٍ كان في عُمَانَ سَقِيما
يَرْتَجِي البُرْءَ والمحيطُ سهامُ
والطبيبُ الوحيدُ ينشدُ مَصْلاً
كُلُّ ما فيه للشعُوبِ احترامُ
أرْسَلَ الْرُّسْلَ بالذي يرتجيهِ
مِنْ أشقائِهِ ، وفيهِا السَّلامُ
هَزَمَ الشَرَّ في ظفَارَ بِحَزْمٍ
ثُمَّ بالفكرِ قَدْ أُزِيلَ الخِصَامُ
لَمْ تكنْ سَاحةُ المعاركِ إلاَّ
لبناءِ الإنسانِ ، فهو المرامُ
ولئنْ كانت الحوداثُ عُظْمَى
فالذي لها قَدْ تَصَدَّى هُمَامُ
عَجِبَ النَّاسُ أن ارتقت بي عُمَانٌ
عَجَبِي مِنْهُمُ ، أَهَذَا كَلامُ؟!
أيّ قطر فيه كقابوسَ فكراً
ليس يخشى قطُّ عليه انقسامُ
قد ازاحَ الظلامَ والفقرَ عنها
فَهِيَ اليوم دُرَّةٌ لا تُضامُ
كعبةُ الزائرينَ شَرْقَاً وغَرْبَاً
مَلجأُ الخائفينَ حَيثُ السَّلامُ
تِلْكُمُ قِصَّةُ الكفاحِ لشَعْبِ
قادَهُ مُخْلِصٌ ، أمينٌ ، حُسَامُ
خَبرَ الحُكْمَ والسياسةَ حَتَّى
قد أشادَتْ بنَهْجِهِ الحُكَّامُ
ودعا للسِّلامِ في كُلِّ أرضٍ
لِكُلِّ شعبٍ – نادى – يَحقُّ احترامُ
وَلَكَمْ قَدْ سعى لإطفاءِ حَرْبٍ
أُشْعِلَتْ أو يكادُ يبدا الضِّرامُ
أغدقَ البَذْلَ غَالياً ونَفِيساً
أُسَّسَ العدلَ فارتضاهُ الأنامُ
مُنْجَزاتٌ تَحققتْ شاهِداتٌ
إعْتِدَالٌ ، ولُحْمَةٌ وانْسِجَامُ
منشآتٌ عَصريةٌ شامخاتٌ
راسخاتٌ لها العقولُ قِوامُ
وبُيوتٌ للهِ أضحتْ تُغَطي
مُدُنَاً في الهدى لهن القيامُ
وارتقاء في كل فن وعلم
*وصروح للفن فيها احتشامُ
وارتفاعٌ في مستوى الدخل ضاهى
دُوَلاً قَدْ تقدمتْ ، إليها يُشامُ
فلنا الفخرُ في عُمَانَ بأن قد
عَمَّ فيها الرَّخاءُ والانسجامُ
هَهنا كان ما كان يرجو
ذو المقامِ الرفيعِ ذاك الهُمَامُ
خَمْسَةً من عقودهِا قد قضاها
حَانِيَ الظَهْرِ لَيْلَهُ لا يَنَامُ
نهضة بوركت أتتنا ثِمَاراً
لم يكن دونها يحل الوئامُ
وعُمانُ الإباءِ أوفته عهداً
أنْ يظلَّ الولاءُ والاحترامُ
ولئن كان شخصه قد توارى
روحه بيننا وهذا النظامُ
نهضة بعد نهضة في عمان
هيثم قد دعى إليها تقامُ
لم يقل ذاك عهد تقضى
ولعمري هذا هو الإحترام
يافتى طارق المليك المفدى
هيثم المجد الوصيُّ الهمامُ
أحدث التعليقات