بعد التحاق جلالة السلطان قابوس بالرفيق الأعلى بثلاث أيام كان مروري بحصن الشموخ عايدا من البشاير بعد أن قدمت العزاء لصاحب السيد أسعد بن طارق بن تيمور أحسست أن حصن الشموخ كان يطمح أن يحتضن جثمان السلطان قابوس طيب الله ثراه فقلت .
مررتُ على حصنِ الشموخِ وقد سألْ
أَلَسْتُ أنا المعني بالسيِّدِ الأجَلّْ
لماذا قد اخترتمْ غلاءً ببوشرٍ
أَلَسْتُ عًرينَ الليثِ؟! من شُرْفتي أطلْ ؟!
أيحسن أنْ أدعى الشموخَ وقد مضى
وأيُّ شموخ لي متى هو قد رحلْ؟!
كأني أنا المدفونُ لا هو ههنا
بعيداً عن الخلان والأهل والخَوَلْ
فقلتُ لَهُ هَوِّنْ عليكَ لَعَلَّهُ
قد اختارَ تخفيفاً به يُضرب المثل
لئلا تكن حصنَ الشموخِ مزارهُ
وقد كان هذا قبل أنْ يُقْطَع الأجَلْ
على أنَّهُ أوصى بك السيِّدَ الذي
قد اختارهُ فينا مَلِيكَاً على مَهَلْ
يدافع عن هذي البلادِ وشعبها
يسير على نهج التوازنِ في الدول
وإنْ يكُ قابوس المعظم قد قضى
فهيثمُ فينا عاهدَ اللهَ وابتهلْ
يسير بنا نحو العلا في توافق
مع المنهج المرسوم من غير ما خللْ
ستبقى باذنْ اللهِ رمزاً لنهضةٍ
وما حيلة فيما قضى اللهُ إذْ نزلْ
كذا هو حال الخلق حتمٌ فناءهم
ليبقى لهم كنزُ الصلاح من العملْ
ألا فلتكن حصنَاً بهيثمَ شامِخًاً
فإنًّ ارتقاءَ الدَّارِ ممَّنْ بها يَحُلْ
غداً تلتقي من بعد فقدك هَيثماً
بوجه يعيد البشر للنَّاسِ والأملْ
غداً تنجلي الأحزان حال يقودنا
فتى طارقَ السلطانُ هيثمُ في جَذَلْ
فقد عاد فجرٌ بعد ليلٍ تزاحمتْ
عليه من الاحزانِ ما قَرَّح المُقلْ
وإنَّا لنرجو اللهَ جَلَّ جَلالُهُ
لسلطاننا قابوس أجرَ الذي كَفَل
ْ
وخاتمةُ الأقوالِ تلكَ وَصِيَّةٌ
بها وعليها كلُّ فردٍ قد امتثلْ
مسقط
٢١ / ١ / ٢٠٢٠ م
أحدث التعليقات