الرُّبْعُ تسألُ عن شيخانَ كيف رحلْ؟
هل صابه كدرٌ ؟ أم قد أراد بدل؟
مَسكينةٌ هِيَ تلكَ الدَّارُ تَحسبُهُ
لطولِ سكناهُ فيها قد أُصيبَ مَلَلْ
ستاً وسبعينَ مع شيخانَ قد نَسَجَتْ
ثوبَ الملاحة ، كيف الإنتقال حصل؟!
ناد المناديَ من فوق السماءِ أيا
شيخانُ أقبل إلى مولاكَ عزَّ وجَلْ
في لمحةِ العينِ أو مِنْ بعضِ لَمْحَتِها
فاضتْ بهِ الروحُ والجُثمانُ مِنْهُ نَزَلْ
يا دارُ ، يا ساكنيها إن قِصَّتَه
في الرُّبْعِ مَلْحمة شيخانُ فيها بَطَلْ
أفنى شَباباً لها في غُربةٍ وأتى
تُشدُّه ذكرياتُ الوالدين ، أهلْ
ما اختارَ إلا لها يأوي ونفحتُها
تزيدهُ نشوةً ، فيها الثمينَ بذل
فإنْ بكته رياحينٌ بها عبقت
فكَمْ لها قد سقى وللغبارِ غَسلْ
وإنْ تُودِّعهُ الأمباةُ مثخنة
فذلكَ الطفلُ شيخانٌ هناك نَسَلْ
وإن تكنْ بحفيف النخل تندُبُهُ
فكمْ بهنَّ إتكى ، يخالهن جَبلْ
يا خالُ لو تدري أمِّي كمْ بكتْ ألماً
على فراقك صاحت ألمصاب جلل
يا خالُ كم آهةٍ حَرَّى سأنفثها
على فراقكمُ فالذكرياتُ شُعَل
حسبي هنا ألتجي لله ملتمسا
غفرانه فالكلِّ عبدٍ في الحياة أجَلْ
الربع بستان جميل يقع فيه منزل خالي شقيق والدتي الذي وافاه الأجل المحتوم صباح يوم الاحد الموافق ٢٠١٧/١٠/٨ م
رحمه الله
أبياتك دائما تفيض بالمشاعر وهكذا هو ديدن الشاعر