أراني نطقت الشعر من حيث لا أدري
فذي خفقات القلب توجب في صدري
وجيبـا تحاكـيـه مشـاعـر فرحة
ترددهـا عند الصباح هنـا عبـري
تقـول لـربات الخـدور و تزدهي
أنا اليوم في عصر يتيه على العصـر
ألم يحتضن قـابـوس وهـو مليكنـا
رحابي بهـذا اليـوم مبتسم الثغـر
فقـد عشت أعيـادا و ذقـت سعادة
و شـرفني جل الملـوك و لـم أدر
بما أنا فيـه اليـوم من غبطة الهنـا
فمن شغف اللقيـا أنا اليوم في سكـر
مليكـي رعاك الله لو لم تكـن هنـا
ركعـت و قبلت التراب الذي تجـري
فمـا عــزتي لـولاكـمُ بمصونـة
ولا من نضار العيش سـاعفني دهري
وها أنـا في ذا اليوم أبدو خــريدة
كشمس الضحى والشمس تشرق كالبدر
***
مليكي إذا استرسلت في ذكر عهدكـم
فليـس لحصـر جل ذاك عن الحصرِ
و لكن لأجل الحمد و الشكر والنما
فما زيد من رزق كما زيد من شـكر
لقد سـرت فينا سـيرة لم نكد نرى
لغيرك منهـا ما يقـاس الى العشر
فـأمـرك شـورى و البرية كلهـا
تحيي نظـاما قـد بدأت من الصفـر
وشـعبك في أمن وذي غايـة المنى
وجيشـك في حزم يذود عن الثغـر
و قطـرك في الأفـاق قـد طار ذكره
و قطرك بالأرزاق ناف عن القطر
فلله كـم من نعمـة أنت عـينهـا
و منبعهـا في كـل خاطـرة تسري
ملكـت قلوب النـاس لما ملكتهـا
و أسـسـت جسـرا للمحبة بالتبـر
كذا المجد يبنى لا أقول لكم كـذا
ولكن لمن قد صار يسمع لي شعري
ربوعـي سـقاك الله غيثـا تهللي
فهذى السما جاءتك تنضح بالبشر
و ليس لهـا من فيضها قـط قطرة
ولـكـنهـا جاءت بذاك من البحـر
وإني ســمعت البحر يوما مـرددا
لك الشكر يا قابوس أصلحت لي أمري
لك الشـكر يا قابوس مع كل موجـة
تجـول بها الأحشاء في البر والبحر
مليكـيَ عفـوا إن تعـثـرت إنني
أتوق إلى جعل الحقيقة في شـعري
و إن يـك زان النظـم منـي فـإنه
بكـم سيدي قد زان من قبل بالنثر
وأقسم يا قـابوس لولاك لـم نكـن
لنعـرف معنى الحَبر كلا و لا الحِبر
أدامكـم الـرحمن في خيـر نعمة
و هنأك الله الإقامة فـي عبري
و باركَ في ســعيٍ سـعيتَ بأمَّـةٍ
تجنِّبُهـا ويلاتِ جهـلٍ مـع الفقــرِ
أحدث التعليقات