قصيدة مهداة الى معالي الفريق مالك بن سليمان المعمري المفتش العام للشرطة والجمارك الموقر.
عقب مرور الانواء المناخية *جونو*
*ألخيالُ الرَّاقي*
لِمَ لا أصوغُ الشِّعْرَ مِنْ أعماقي
وأنـا الـذي مـن دَوْحِهِ أوراقي
لِمَ لا أُسـجِّلُ للزَّمـانِ مَفَاخراً
لذَوي الحِجَى نِيلَتْ على اِسْتِحقَاق
ِلمَ لا أُصَوِّرُ مشْـهداً إِخْراجُه
قد كاد يستَعْصِى على الحُذَّاقِ
لم لا تكـونُ قصيدتي أُنْشُودةً
فأَنا المشاعِرُ وهي مِنْ أَخْلاقي
أنَا إنْ نظمتُ قَصيدتي أودعتُها
كُنْهَ الحَقيقـةِ بالخيـال الـرَّاقي
أنَا لم أقُـلْ غيرَ الذي أحسَسْتُه
وشَـهِدتُه مـن واقـعٍ مِصْـدَاقِ
لمـَّا رأيتُ *لمالكٍ* إطْلالةً
في النَّوْءِ لا يَخشى مِنَ الإِخْفاقِ
أدْرَكتُ كم قابوسُ يَخْبُرُ جُنْدَهُ
أَعظِـمْ بـِه مـن قـائدٍ عِملاقِ
وعلِمتُ مِمَّا كان عنِّي خافياً
ما في الرِّجالِ من الصلابةِ بَاقي
لا نومَ بل سهرٌ ولا عيشٌ سِوى
مـا يحفـظُ الأجسـامَ بالأَرمَـاقِ
كَيْ لا يُكدَّرَ صَفْوُ عيشِ مُواطنٍ
معهُ المقيمُ سَعَى إلى استِرزَاقِ
ما شدَّني في *مالكٍ* إخلاصُهُ
تِلْكُـمْ سَـجِيَّةُ طَيِّـبِ الأعْـراقِ
ما يُشْـدِهُ الألبـابَ قُدْرَتُهُ على
شَــحْذِ العـزائمِ أنَّنَا بسـباقِ
وتجـاوزُ العقباتِ رغم كُؤدِها
في كـلِّ ناحيـةٍ وكـلِّ نِـطَاقِ
حتى لقـد قال الحقيقة مُغْبَطاً
(لقد اكتشـفنا قُـوَّة الأعـمَـاقِ)
****
يا ذا المَعالي الطيِّبِ الأَخـلاقِ
والقدوةُ المُثلـى لجَبـرِ السَّـاقِ
والمُسْـتَدَّلُ به إذا حَمِيَ الوَغَى
أَوفَى رِجـالِ العهـدِ والميثـاقِ
يا ذَا الفـريقُ بإسـمِهِ و بفعلِهِ
وبِمَنْصِـبٍ أُولِـيتَ باسْـتحقاقِ
أُزجي اليكَ تحيـةً مِنْ نَشْرِها
عَبَقُ الشَّذى يسـرِي على الآفاقِ
وأزُفُّ شُـكْرِيَ للذي أوْلَيتني
مِنْ غَيْرِ مـا مَنٍّ ولا اسـتِنطاقِ
تلك المكارمُ أُورِثتْ و تَرَسَّخَتْ
فيكـمْ بني عُمَـرٍ على الإطْلاقِ
ولأنتَ حاملُ جُـودهِمْ ولواءه
أُرْضِـعْتَهُ لَـبَنَاً مِنَ الأخْـلاقِ
فـالشِّعرُ مهما قيل فيكمْ يَرْتَقي
بَـلْ يَسْتَقي مِـنْ َمنْبَـعٍ رَقْرَاقِ
ولَـئِنْ تأخَّرَ قولُ شِعري فيكمُ
فَـلأَنَّهُ يـسمو عـنِ اسـترزاقِ
مِنْ يومَ أنْ دبَّجْتُه في سـيدي
قـابـوسَ أغنَـاني مِنَ الإملاقِ
وأنا وأنتَ نِتَاجُ عَهْدِ مَليِكِنـا
أنْعِـمْ بِـهِ مِـنْ مُلْهِـمٍ غَيدَاقِ
****
يا مَنْ لكمْ فيما أقولُ ملامةً
كُفُّوا الملامةَ واسمعوا ميثاقي
بعضُ الرجالِ كثيرةٌ ألقابُهمْ
وكبيرةٌ حتى على الأوراقِ
كالرعد تسمعُ صوته في عارض
وتقول أبشر بالسحاب الساقيِ
لا تأت منهم دِيِمَةٌ اوْ رِهْمَةٌ
ناهيكَ عن ماءٍ نميرٍ ساقيِ
فإذا به وله المعالي مُرْتَقَاً
وهو الفريق يَسُدُّ للآفاقِ
لا كالسَّحابِ بل السحابُ كجَوْده
مِنْ غَيْرِ ما رِيِحٍ ولا إبْراقِ
ولقد أكونُ مُقَصِّراً في حَقِّهِ
لكنَّما شِعْري بغيرِ نِفاقِ
رَبِّي يُديمُ على عُمانَ مليكها
ويَحُفُّ *مالكَ* مِنْهُ بالأرْزَاقِ
غصن بن هلال بن محمد العبري
والي ولاية وادي بني خالد
يونيو ٢٠٠٧ م
أحدث التعليقات