رقَّ النَّسِـيمُ و غنَّـت الأطيــارُ
وتمايستْ في دوحهـا الأشـجارُ
وصفى الوجودُ صفاءَ نفسٍ طُهِرِتْ
وتباسمتْ في روضها الأزهـارُ
والمــاءُ دَنْدَنَ عُـودَهُ بجــداولٍ
رَقَصَتْ لَهَا مَعَ جَرِيِهـا الأنهـارُ
وتَلألأتْ فوقََ الســماءِ نجومُهَـا
وتهامَسَـتْ فَرَحَـاً لهَا الأقمـارُ
وسـرتْ على الأنفـاسِ نَفْحَةٍُ عَنْبَرٍ
حتـى كـأنَّ القــادمَ العطَّـارُ
حتى البحـارُ تَلاطفَتْ فيِ مَوْجهـا
شــاءتْ بأنْ تصفـو لنا الأفكارُ
مُـذْ قِيِـلَ أنَّ محمـداً بِمَصيـِرَةٍ
نُـودي بِـهِ فـي سِربِهِ طَيَّـارُ
هتـفَ القـريضُ مُعَانِقٌـاً ومُهَنِئَاً
لِلَّـِه مَا أحـلاكِ يـا أشْــعارُ
هـاتي تغنِّي و اعزفـي بل رَدِّدي
الزرعُ جادَ وصحـتْ الأثمــارُ
والجَنْيُ طابَ فمرحبـاً بقـدومـهِ
مِنْ بَعْـِد صومٍ يُشْـتَهَىَ الإفطـارُ
هـذا محمـدُ والجنــاحُ بصدرهِ
كالقلب في صدري لـه اسـتنفارُ
أبُنيَّ هذا اليـوم كـم أسـعى لـه
سـعي الحـريص وقد بدا الدينارُ
أبُنيَّ هذا اليـوم كـم تسـعى لـه
سـعي الصقور يشـدُّها الحبَّـارُ
ها أنتَ تسـبحُ في الفضاءِ بمركبٍ
هَيْهَـات تَحْوِي كُنْـهَهُ الأخبـارُ
ها أنـت ترسـم لوحـة أنشـودةً
بالعقـل فيهـا تُعْـَزفُ الأوتـارُ
حلِّقْ بُنَيَ كما تَشَـا ومتى تَشـَـا
يحميـكَ َرِّبيِ الـواحـدُ القهَّـارُ
حلِّـقْ بُنَـيَ إلى العُلا بســلامة
مـاذا تَضيرُ السُـحْبُ والأمطارُ؟!
وسـماؤنا صفـوٌ بفضـل مليكنـا
ونسـورنا في جـوِّهِـمْ أحـرارُ
و مَلِيكُنـا قـابـوسُ أنْجَـزَ لُحْمَةً
لا تسـتقيمُ بغيـرِهـا الأمصـارُ
واسـمعْ نصيحةَ مَنْ أحبكَ عمرهُ
ولكـمْ تَعُـزُّ لـدى الفتى الأَعمارُ
خالـف هواك بكـل أمرٍ ( ترتقي)
فالخيـرُ فيمـا ربُّنــا يختـارُ
واحمـدْ لـربِّكَ أنعماً أولاكهــا
ما جـنَّ لـيـلٌ أو أطـلَّ نهـارُ
واحرِصْ على كسبِ المحبةِ والرِّضا
للـه للســلطان بل و الــدارُ
واحمُـلْ لسـلطانِ البـلاد تحيـة
ومحبة عظـمى بهـا إكبـــارُ
واذكـر له فضـل التسامي للعُـلا
لـولاه لا أمـنٌ و لا اســتقرارُ
هل كُـنْتَ لولا جَهدهُ تَرْقَـى إلـى
حيث النجـوم وتسـطع الأقمـارُ
إسـأل أباك الغصنََ عن أحلامه
لِمَ لَـمْ تشاء تحقيقهـا الأقـدارُ
كم كان يحلـمُ طائرا من غير مـا
طيَّـارةٍ ( يا أيُّـهــا الطيَّــار)
بوركتـم قبسـاً أنـارَ طـريقكـم
بالعلـم والعمـل العظيـم تنــارُ
ولتستنير_ بُنُيَّ _ ممن قـد مضى
لا عيـبُ في هذا و لا اسـتصغارُ
واعلم _ محمد _ أنني جَـذِلٌ لمـا
قـد حُـزْتَـهُ وكـأنَّني سـكَّارُ
تتسـابق الكـلمـاتُ لـولا أنَّـني
عـاهـدتُهـا أنِّـي لهـا أختـارُ
أفـلا يكـونُ النبـعُ دفاقـا وقـد
أهـدتْ لـه حبـاتِهـا الأمطـارُ
أفلا يفوح شــذا العبيرِ على الربا
والزهـرَ فيهـا عـانق النَّـوارُ
أفلا تغـرّدُ في الغصـون بلابـلٌ
تلهـو وتمـرحُ ما بهـا أخطـارُ
أفـلا يغنـي شــاعـر بمليحـةٍ
خطـرت لـه واهتـزتْ الاشطارُ
أفـلا أبـوحُ بِحـبِ من أحببتُهـمْ
فلِمَـنْ إذنْ تُسٍتحْضرُ الأشعار ؟!
هـذا أنا ومعي الطبيعـةُ تحتسـي
كـأسَ السـعادةِ فانتشـي يا دارُ
والعزف أن لم يأتي فيك ( محمـد )
فالخيرُ أن لا تُعْـزَف الأوتــارُ
واللهَ ربـي جـلَّ فـي عليــائـهِ
ندعـوه يهدينـا فـلا نحتــارُ
وصـلاةُ ربي والسلام على النبـي
ما غـردتْ في أيكهـا الأطيـارُ
٢٢ / ٧ / ٢٠١٦م
أحدث التعليقات