يـا طائراً في سـما الحمراء ناديهـا
وقل لها تسـتقي من فيض ناديها
بل قل لها تستفق من طول غفوتها
فليلهـا قـد جلاه صبح ناديهـا
و قل لهـا رددي لحنـا عـرفت به
بل وارقصي فرحا أو فارقصي تيها
وذكـري حاضر الأجيـال ماضيهـم
في صورة بهرجات العصر تخفيها
واستنهضي في بنيك العزم كي يضعوا
تأريخهـم في جبين الدهر تنزيها
قولي لهـم صافحـوا أمجـاد أمتكم
واستنشقوا عبقا من طيب ماضيها
قـولي لهـم حدقوا هذى حضارتكم
باتت تنـاديكم كي تحسنوا فيهـا
هذى مآثـرهـم أعني جـدودكـم
قد راعها أن ترى منكم مآسيهـا
هـذى مسـاجدهم هذى مدارسـهم
هـذى نواديهـم الهجـر يبليهـا
كـانـت مجـالسهم بين الورى مثلا
فأصبحـت لايرى إلا العزا فيهـا
كـانت جحـافلهـم بالسـيف لامعة
فأصبحت لا ترى حتى العصا فيها
لله من زمن فيه الرجال غدت
تنحاز للاسهل المشمول ترفيها
كأنما حالة الأيام قد ضمنت
فليس إلا الرخا والرغد يحويها
أحدث التعليقات