على قول أهل العلم في أدب السير
أتى حاملا تمرا الى القوم في هجر
كذا هو حالي اليوم عند ذوي النهى
أسير كساد باع أو لم يبع خسر
ولكن لي قلبا حواكم محبة
وتاق لرؤياكم هنا السمع والبصر
فجئتم ملبين النداء بزورة
فكيف سألقاكم احبائي الغرر
***
تسنمت حرف الراء في الشعر حينما
تأبى ولم يسعف وقبضته الاثر
وسكنته عمدا ليروي رويه
حشاشة قلب من لظى الشوق في سقر
أتدرون ما أهواه في التو ههنا
ترون لنا قلبا على لطفكم عبر
لنا الحق في هذا فما من قصيدة
توفي وإن فاقت نفائسها الدرر
***
فمقدمكم غنى له الطيرصادحا
وماس له من فرط نشوته الشجر
وهبت نسيم الروض تنفح بالشذى
مطيبة أرجاءنا السهل والحجر
كأني بها لما رأتني ممحلا
أتتني تمد العون سقيا من المطر
تفيض السواقي والجداول تستقي
لتعزف لحنا والخرير بها وتر
***
فيا حاملين الود في خلق الصفا
أخوكم هنا ذا اليوم حالفه القدر
سقاني من الخمر المعتق شربة
كساني برود الفخر في موكب أغر
أساطين آداب وشعر وحكمة
بأقدامهم داسوا على الجهل في الحفر
سنا نورهم في السر أشرق والسنى
فلا غرو أن أضحت تميس من الخفر
***
ومهما بدا مني لكم من حفاوة
لما أنتم أهلوه كالقطر في البحر
فإما رأيتم خلة من أخيكم
فخيركم عندي الذي قد لها ستر
وأولها هذا الذي قد حسبته
عقيقا وياقوتا لجينا على درر
وما جاء إلا كالذي قد سمعتم
كمن قد علا تلا وصف به حجر
على أن لي عذري بسكب مشاعري
عليكم وإن كانت على القدح المدر
أحدث التعليقات