عجبتُ لقومٍ يحفرون قبورهم
بأيديهمُ والموتُ في الوجه ماثل
ولستَ ترى من جازعٍ أو محوقلٍ
كأنيَّ لهم عن قصمة الموت حائل
لقد خسر الانسانُ أعظمَ نعمةٍ
من الوعظ أعطيها لكيما يحاولُ
يصوِّبُ فيها العقل للنفس ضاربا
لها مثلا فيمن عن الموت غافلُ
نرى عجباً بين الانام ، حديثهم
عن الموت مثل النوم بل قد يفاضلُ
كأنَّ حديث الوعظ بالموت عارض
تلاشى أو التفَّتْ عليه القبائلُ
فلا خطر مما عن الموت يرتجى
وكُلُّ الذي عنه تُقُوِّلَ بَاطِلُ
إنْ الموت إلا راحة واستراحة
لدينا وإن قد بات فينا يخاتل
ألا إننا في غفلة من مصيرنا
مدين متى حان الوفا لا يماطل
وإن قد دعاه داعي الحق لم يكن
لتحميه عن ذاك النداء الجحافل
ضعيف هو الانسان أضعف ما به
هو الأملُ الواهي وفيه يُحابلُ
ففي غمضة من عينه قبل فتحها
يصلى عليه وهو في الارض نازلُ
أحدث التعليقات