صديقان التقيا في ضيافة بعض المشايخ ، وحال دعوتهم لتناول وجبة الغداء تخلصوا من خناجرهم ووضعوهن على طاولة في زاوية المجلس.
وحين أرادوا الاستئذان اخذ أحدهما خنجر صاحبه دون ان يلتفت لذلك ، فتخيلتُ أن الخناجر قداستاءت من تركها في مجلس الضيافة فكان لها أن تختار صاحباً آخر ، فقلتُ نظما :
هل الأشياءُ تفعل كابن آدَمْ
تمل المكث حيث يكون لا دَمْ
وحين تحس قد أضحتْ كملقاً
بمهملةٍ وما في ذاك مَنْدَمْ
كمثل خناجر وضعت لوقتٍ
بزاويةٍ ، وما في ذاك من ذَمْ
فقط لتناولٍ لغداءِ قومٍ
لنصف سويعةٍ وتعود مِحْزَمْ
فقررت الخناجرُ حال هذا
لتعطي درساها مع من تَقَدَمْ
وكادت أن تفارق مقتنيها
ومن فيها سنينا قد تَحكَّمْ
ولولا يقظة من خير قومٍ
لفارق بعضهم بعضا وآلَمْ
ولكن المروءة تقتضيها
بعود للمياه كما تَرَسَّمْ
وأختمُ ما بدأتُ بحمد ربي
على ما قد جرى والله أعلمْ
بأني ما نظمت القول هذا
سوى لدعابة فالنظم أسلَمْ
و شكري خالصا لبني يزيدٍ
بغير الياءِ ننطقها لتعلَمْ
على إكرامهم للضيف يأتي
يحدث عنهم أنعِمْ وأكرٍمْ
غصن بن هلال بن محمد العبري
٢٧ من ذي القعدة ١٤٤٦هـ
الموافق له ٢٥ / ٥ / ٢٠٢٥م
أحدث التعليقات