بحثتُ عن القصيدة أينَ تُلفى
فجُلْتُ مع البحار مع الصخور
و أنعمتُ السماءَ وكلُّ نجمٍ
تلألأ في حناياها بنور
وسرتُ مع المياهِ على السَّواقي
بها الأغصانُ تُحنى بالزهور
وعشتُ مع الطيور مغرداتٍ
على الأفنان تمرح في حبور
فما استملحتُ شيئا من رؤآها
وفيها ما يُرَقِّقُ للشعور
الى أن أبصرتْ عيناي حسناً
تجاوز ما يقال عن البُدُورِ
رأيتُ الشمسَ قد جُمعتْ بليلٍ
وازهاراً وأنهارَ الخمور
وعينا باتساع البحر لولا
تميزها بالحاظ الفتور
وخدا مثل ضوء الشمس لما
تبدَّتْ كالغزالة في النفورِ
وخيلا تخطف الأنظار حسناً
تهز الخطو تجمح في غرورِ
وروضاً مُمْرَعَاً يزهو إخضرارا
يَفوحُ مع النسائمِ بالعطورِ
هنالكمُ نسيتُ الشِّعرَ إلاَّ
بما أوحته لي عند السفور
فأيُّ قَصيدةٍ لا تحتويها
وإنْ سُبكت تَلَبَّسُ بالقصور
تسائلني أنصبٌ بعدَ ضَمٍ
أحبُ الجزمَ في كُلِّ الامور
فقلت قصيدتي لو تقبليني
أوقِّعُ قُبْلَةً بينَ الشطور
كفاصلةٍ تُحدِّدُ كُلَّ شَطرٍ
يُهيمنُ ظالما فوقَ الخصور
فأصبحُ شاهدا عَدْلاً أميناً
على العلمين من نهش الصقور
فأرْخَتْ شَعْرَها لتقول إنِّي
بها أرَّخْتُ شعري في الصدور
و عدتُ لأشتكي حالي لنفسي
خيالاً شَطَّ في زَمَنٍ قَرُورِ
غصن بن هلال العبري
٨ / ٩ / ٢٠٢١م
أحدث التعليقات