حتى وإنْ أغفلوا ذكراكَ يا بَطلُ
تنير دربَ العلا من فكركم شُعلُ
فالبحرُ والنهرُ لن ينسى عروبتكمْ
وكيف أنَّكمُ في العالم المثلُ
ما أهدروا دمكم ، بل إنَّ غايتكم
هي الشهادةُ ، إذ قد كانت السُبُلُ
متاحةً أن تعيشَ الذلَّ في رغدٍ
كما تُسَمَّنُ في أعلافها العُجُلُ
إخترتَ ما بعد ( أوْ ) لبَّتْكَ خالصةً
ما بعد ( إمَّا ) غدا يأتي فنحتفلُ
أرضُ الفراتينِ أضحتْ وفق رغبتكمْ
مُستنقعاً يعتري أعداءَها الوَجَلُ
حدَّدْتَ وجهتها نهجاً وغايتها
إنْ حَلَّ خَطْبٌ بها أو ضاقت الحِيَلُ
أبا عُديٍ ، قُصَيٍ ، إن أمَّتَكمْ
لم تنس غاياتكمْ مهما يَطُلْ أجَلُ
بغدادُ صامدةٌ ، والقدسُ عائدةٌ
فلسطينٌ واحدة بالنصر تشتملُ
فنمْ قريراً على أرض السواد ففي
عرينك الأسْدُ رَهنُ الأمرِ تمتثلُ
****
أبناء دجلة ، إن النَّصرَ مُنْتَظِرٌ
إشارةً ، فاطلقوها ينتهى الجَدَلُ
أدخلتمُ الشكَّ حتى قال قائلهمْ
هذا العراقُ الذي ترجف له الدولُ؟!
أعوامُ كَمْ قد مضت ، فيها المهيب لكم
أعطى مِثالاً فهل أغناكمُ المثل ؟!
متى نرى خيلكم فوق السحاب لها
برق ورعد ومنها السيلُ ينهمل ؟!
يُغَسِّلُ الأرضَ مِمَّا شابَ عزتها
لتسطع الشمس من بغدادَ تنتقلُ
بغداد من مرغت أنف الغزاةِ على
مَرِّ الزمانُ عليها يُبْتَني الأملُ
فليشهد الشرقُ قبل الغرب جَولَتكمْ
صُولو كما لم يصلْ في السَّاحةِ الأوَلُ
عليكمُ تنعقد آمالُ أمتكمْ
منكمْ بدا جُرْحُها فيكمْ سيندَمِلُ
أحدث التعليقات