قصيدة نظمتها إبان تعرض السلطنة للأنواء المناخية(إعصار جونو)
أُمَّ المداينِ ذاتِ الحُسـنِ و الأَلَقِ
أعــاذكِ اللهُ ربُّ النَّـاسِ والفلـقِ
مِن كُلِّ حَـادِثَةٍ مِن كُلِّ نَازِلَـةٍ
من كُلِّ جَــائحةٍ تُودي الى الفَـرَقِ
ولاَ عَليكِ فَمَا قد ضَاعَ يُصلِحُهُ
أبناؤُكِ الشُـمُّ أهـلُ الجُـودِ بالعَرَقِ
فِدَاءُ مسـقطَ بَل حَرفينِ بَينَهَمَا
( أَبُو) عُمَـانَ الـَّذِيِ غَذَّانا بالخُلقِ
قابوسُ إنَّا لكم طَوعَاً فَمُر تَرنا
نُواصلُ السيرَ نسـتنشق مِـنَ العَبَقِ
أُمُّ المدائنِ هذي سوفَ نَجعلُهـا
أمَّ الـدُّنا ترتقى من حَيثُ كانَ رُقيِ
ماذا علينا إذا الإعصارُ مرَّ بنا؟!
تاللهِ لم ننخذل ما عِـرقُ فينا بقي
مـا هـذه آخِـرَ الأنفاسِ ، نَحسَبُهُ
ُ غُسلاً مِنَ الذنبِ هـذا ، فالمليـكُ تقي
يا صَاحبَ التَّاجِ إنَّا جاهزونَ فذي
كتـائبٌ للبنـا تَرتَـصُّ كـالحِلَـقِ
مِن يومَ أن قلتَ يا شعبي أعاهدُكُم
ْ قلنا لكَ الشـعبُ دَمٌّ في العروقِ نقي
وأنتَ أَوفيتَ مـا قَد كُنـتَ قاطِعَهُ
فكيفَ شَعبُك لا يضممكَ في الحَدَقِ
هـذي عُمَـانُ التي تُزجي مَحَبتها
جَـاءتكَ قائلـةً مِـنْ غيـرِ مَا مَلَقِ
جاءتكَ منشـدةً بالعـزمِ سـيدَنا
نُعيدُ صرحَ البِنا يسـتدُّ بالأُفُِقِ
فَمُـرْ علينـا تَجِدْ ما كُـنتَ تأملُهُ
وزِدْ عليه ترانا في السـما السمِقِ
إنَّـا رَبينا بعهـدٍ أنتَ صانعُـهُ
لا خَابَ ظَنُكَ يامَنْ يُفدى بالرَّمَـقِ
غَـدَاً وليس غَـدٌ عَنَّـا بِنَـائِـيةٍ
نراكِ يا مسـقط في أجمل الخَلقِ
عَهـداً نُجَدِّدهُ لا بَل نُـؤكِّـدُهُ
بالعـزمِ نَرفُـدُهُ نبنيـكِ بالعَـرَقِ
فأَنـتِ دُرَّتُنـَا بـَل أَنـتِ وِجهَتُنا
فِيـكِ زَعَـامَتُنـا يا إبنـةَ الألَـقِ
****
وَمِن رُبُوعُـكِ هذى لا يكدِّرُهـا
إلاَّ كَمَـا مَـرَّتِ الأقـذاءُ بالحـدَقِ
تَحيـةً للاوُلَـى باتت تُحرِّكُهُـم
مَشَاعِرُ الفيضِ بالإحسانِ في الغَسَقِ
في الارضِ في الجوِّ بالأقدَامِ قد حملوا
عنكِ المعاناةِ بَعـدَ الجُوعِ و الفَرَقِ
قِـلادةً لهـم بالغـارِ نَرفَعُهــا
للسَّـاهِرِيـنَ بليـلٍ حَالِـكِ الافُـقِ
للأمنِ للجيشِ للوحداتِ أجمعِهـا
مَعَ المواطـنِ جَاءَ الكلُّ في نَسَـقِ
للهِ ما أروعَ الانسانَ في وطني
أعطىَ مثالاً على الإيثارِ في الخُلُقِ
أعطى عُمَانَ كما قد شـاء خالقها
تَلاحُمَـاً قَـد بدا في سـاعةِ القَلقِ
فَمِن ظَفَارَ إلى نزوى إلى خَصَبٍ
إلى صُحَـارَ إلى عبري على الطُرقِ
تقاطـرت زُرُفاتٌ مِن معونتهـم
كالفجـرِ تمتدُ حتى آخِـرِ الشَّـفَقِ
فَتَىَ سُليمانَ قد خَالفتَ مـا عَهِدوا
عن اللِّجانِ اللواتي عشـنَ في فنق
قالواإذا شئتَ أن تقضي على هدفٍ
إغمـره في لُجنَةٍ حتى إلى الغَرَقِ
فقلـتُ إلا التي تُعنى الدفاعَ فذي
لمالـكٍ أوكِلَـتْ مِـن قَـائدٍ حَـذقِ
أعضاؤها سَهروا حتى لقد بَهروا
مَن كانَ ينتظرُ أو ليسَ في النَّفَقِ
****
وهكذا كانَ ما قَد كـانَ من قَـدَرٍ
مـا كانَ إلا الرِّضَا مِنَّا بِلا حَمَقِ
فَمَنْ يَرُدُّ الذي يَقضي الإلـهُ بِهِ
سُبحَانَهُ خَالـقُ الإنسـانَ مِن عَلقِ
يَقُولُ للأمرِ (كُن)حَرفَـانِ بينَهُما
يكونُ مَا قَد قَضَى كالبرقِ في الاُفُقِ
فالحمـدُللهِ حَمـدَ العارفيـنَ بِمَا
في الابتلاءِ مِنَ النُّعمَى لِكُـلِّ نَقي
والصبرُ باللهِ والإيمَـانُ أنّ لَـهُ
فِيمَا قَضَى حِكمَةً في قَلبِ كُلِّ تَقي
أحدث التعليقات