إنَّ العـراقي لها في القلــب منزلة
كمنزل القلب في الأحشاء و الكـبد
فهي التي احتضنت يوماً ولـدت به
وهي التي احتضنت ما نلت من ولد
فكيف لا يعشـق الإنسـان موطنه
لا سـيما إنْ يكن خالي من النكد
لكنني بالعـراق اليوم منشــغل
أراه من عقـد يجـري إلى عقـد
و العرب من حوله خشـب مسندة
والمسلمون له حبـل من المســد
تعـاهدوا بينهـم أن لا تكون لهم
عين العراق و قاف القدس في الخلد
تســابقوا نحـو أمريكا كماشـية
قطعانها المعـز بل في المعز كالنقد
توهمـتْ أنَّهـا للمـاء قـد بصرت
لكنَّهـا قط لم تشـرب و لـم تـرد
تاهوا كمـا قـوم موسى تاه قبلهم
و الثور كالعجـل لا يخفى على أحد
ياصاحـب العجـل أبلغ أنَّ أمَّـتنـا
لصاحب الثور قد سـارت بلا قود
مـوروثهـا من قديم العهد علَّمهـا
تمضي طـواعيـةً تختــال في أود
تمشي إلى الذلّ مشيَ العـز ساحبة
أذيـالهـا في عبـاءات لهـا جـدد
أعلامها في ســماء الذل قد خفقت
تزهو بهـا عَدَداً من غـير ما عٌدَد
وفي العـراق بقـايا من كرامتهـا
تسـعى لتبديدهـا مع كـل معتقـد
فهل روى الدهر عن قـوم كأمَّتنـا
تمضي إلى حتفها بالسـبق و الرصد
إنَّ العـروبة يا قـومي لفـي خجل
أنْ تنسـبون لهـا بل هي في كـمد
لولا العـراق وما يبديه من شـمم
ما كـنت يا أمتي تُخشـين من أحد
بوركت يا دجلـة الأحرار إنَّ لنـا
فيمـا رويـت لأنهــاراً من المدد
بها الى القدس نمضي كي نطهرها
من النجاســة والأدنـاس والنكـد
فالقـدس مـا صمدت بغداد صامدة
ولا أرى مكــةً إلاّ مـع العـــدد
أحدث التعليقات