١ قد كنت أحسبني من السُّعداءِ
في أُمَّة عُدَّتْ من الأحياءِ
٢ فَلَكَمْ صدحتُ بمجدها وسموِّها
ووصفتُها بالعِزَّةِ القعساءِ
٣ وذكرتُ ما قد كان من أخلاقها
حَتى علت شرفا على الجوزاءِ
٤ ذَكَّرتُها ما كان قبل مُحَمَّدٍ
صلَّى عليهِ اللهُ في العلياءِ
٥ وبما أتاها من مَعينٍ سائغٍ
مِنْ رَبِّها من فوق سبع سماءِ
٦وبعهد مَن تبعوا الهدى من أحمد
من آلهِ والصحبِ والخلفاءِ
٧ وبأنَّها لو زاحمتْ لتزاحمتْ
مع كل قاف بين ياء ِ وراء
٨ وبأنَّها وبأنَّها وبأنَّها
فوق الجميع تفيض بالأنداءِ
٩ فإذا بأرض الرافدينِ وقد غدتْ
نَهباً بايدي الكُفر والسُّفهاءِ
١٠ وإذا بلبنانَ الكبير مشتَّتَاً
أطيافُهُ لا تلتقي بصَفاءِ
١١ وإذا فلسطينُ السليبةُ قد غدتْ
مقسومةً لثلاثةٍ أعداءِ
١٢ وإذا بغـزَّةَ تسحب الاوراق من
تحت الأسِرَّةِ لُطِّخَتْ بدماءِ
١٣ وإذا بغـزةَ تستجير وما لها
مِنْ سامعٍ في الأمَّةِ الصمَّاءِ
١٤ واذا به اليَمَنُ السعيدُ شَقِيُّها
والشَّامُ أضحى مَسرحَ الكفلاءِ
١٥ فَلِمَنْ تُرى شعري يُساقُ ومَنْ لَهُ
يصغي ؟ وهل للشِّعر من أصداء؟!
١٦ كَمْ مرةٍ أحتاجُ كيما أهتدي
أنِّي أعيش بأمَّةٍ خرساءِ
١٧ كَمْ صفعةٍ احتاج كيما أستفيقَ
بأنَّني أصبحتُ كالهذَّاءِ؟
١٨ حاشايَ عن هَذْيٍ ولكنِّي لِما
عانيتُ مِنْ جهدٍ ومن إعياءِ
١٩ فمتى يعود لأمَّتي إحساسُها
ومتى ستحفظ حقَّها بفداءِ
٢٠ ومتى ستخلع ضعفها عن كتفها
ومتى ستنسج حُلَّةً بإباءِ؟
٢١ ومتى تحل عقالها وقيودها
لتسيرَ نحوَ القمَّةِ الشمَّاءِ
٢٢ كل الدنا مرهونةٌ في قبضةِ
الأعداءِ مِنْ مَوْتَى ومِنْ أحياءِ
٢٣ فمتى يفك الرهن من سطواتهم
إنَّا من المولى لفي استحياءِ
٢٤ لا غير أنْ ترقى الى ما اختصها
فتكون خالدةً على العَلياءِ
****
٢٥ يا أمَّتـي هل تسمعين نِدائي
هل تشعرينَ بحرقة الأحشاءِ
٢٦ فالنار تصهر داخلي غيظاً لما
يجري على الأحباب في غزاءِ
٢٧ أو ما رأيتِ الطفل يلفظ رُوحَهُ
بشهادةِ التوحيدِ تحت دِمَاءِ
٢٨ اوما رأيتِ المرأةَ الثكلى على
أبنائها تبكي بكا الخنساء
٢٩ هل غاب عنك مصير من قد اهملوا
تطبيقَ عدلِ الله في الارجاءِ
٣٠ هل كل ما يجري بغزةَ و الذي
لبنانُ يشهده من استعداء
٣١ هل ما جرى في الرافدين من الألى
سَمَّوْهُمُ زوراً من الحلفاء
٣٢ هل ماله السودانُ واجه غير ما
الصومال يشهده من استقصاءِ
٣٣ هل مابه الليبيُ أُوِقِعَ غاب عَنْ
أذهانِ مَنْ عُدُّوا مِنَ العظماءِ
٣٤ هل كل ذلك غير كاف أمَّتي؟!
كيما تنادي (هَيَّا يا ابنائي)
٣٥ انا ما رايتُ و لا سمعتُ بأمَّةٍ
تخشى عليها ثَورةَ الابناءِ
٣٦ هل كلما قد قام فرعٌ سامِقٌ
تاتي عليهِ بعصفةٍ هوجاءِ
٣٧ من ذا عسى يا أُمَّتي ترجين أنْ
يجلوك مِمَّا فِيك من ظلماءِ
٣٨ اهلاً بحزب اللهِ في ساحِ الوغى
اهلا بغزَّة مرتع النجباءِ
٣٩ اهلاً بمن في الرافدين دماؤهم
سالت لاجل العِزَّةِ القعساءِ
٤٠ مرحى بكل فتى أَبِيٍّ رَدُّهُ
للصَّاع صاعين على الاعداءِ
٤١ لغةُ السلام ركيكةٌ و لطالَما
قَدْ رُددتْ في نَبْرةِ استجداءِ
٤٢ مَنْ ذا لها اصغى ؟ وهل من أُمَّةٍ
تَرْضى مِنْ المحتلِّ غيرَ جَلاءِ؟!
٤٣ كًمْ من فتى اودى ؟ وكم شيخ على
أرضِ الجهادِ تَخضَّبوا بدماءِ؟
٤٤ ( ايمانُ حجو) يا لها مِنْ طفلةٍ
ماذا جنت لِتُزَفَّ في الحدباءِ؟
٤٥ هل أرسلت نحو العدوِّ قنابلاً
او سُجَّلتْ في السفر إسم فدائي ؟
٤٦ ومحمدُ المنعوتُ دُرَّةُ عصرهِ
يُقضى عليهِ بضربة شَعواءِ
٤٧ والشيخ ياسين بُعيدَ صلاتهِ
في الفجر حال الضربةِ الحمْقَاءِ
٤٨ في مَقعدٍ لا يستطيعُ حِراكهُ
هل كانَ في دَبَّابةٍ وحشاء ؟!
٤٩ فهل السلام قد اقتضى اخفاءهم
مِنْ ساحةِ الميدانِ يالَ حيائي
٥٠ هل غير ان الحقد في الأعداء للـ
أجواء بل للأرض للأحياء
٥١ فهمُ مع الشيطان في حلفٍ ولا
يرضونَ الا الشَّرَّ في الاجواءِ
٥٢ و الخيرُ غير الشَّرِّ مهما زَيَّنوا
و تلوَّنوا كتلوُّن الحرباءِ
٥٣ و الحقُّ أبلجُ كالنَّهار لِمَنْ لَهُ
عينانِ لا تعمى عن الاضواءِ
٥٤ و الله جَلَّ جلالُهُ اعطى لنا
اذنَ القتال لنصرةِ الضعفاءِ
****
٥٥ اللهُ اكبرُ كيف صار الامر في
عرف الاولى يُدْعَوْنَ بالحُلفاءِ
٥٦ أنَّ الحصارَ وسيلةٌ مشروعةٌ
في قمعِ أهلِ الحَقِّ في غزاءِ
٥٧ أنَّ الكفاحَ جريمةٌ منبوذةٌ
إمَّا بدا الصاروخُ في الأجواءِ
٥٨ أنَّ السلام مع العدوِّ خِيارُهمْ
بئس السلامُ يُشاب بالشحناءِ
٥٩ يا ويحهم مِمَّا غداً ياتيهم
بل ويلهم من غَضْبةِ الأبناءِ
٦٠ إمَّا مضوا بمخطَّطِ استسلامهمْ
للغاصبين بمنطق الضُّعفاءٍ
٦١ (لا يسلم الشرف الرفيعُ من الاذى)
حَتَّى الأسِنَّة ترتوي بدماءِ
٦٢ فالمسجدُ الاقصى أمانَةُ أُمَّةٍ
هل أُمَّةٌ تخلوا مِنَ الأُمَنَاءِ؟!
غصن بن هلال بن محمد العبري
مسقط – سلطنة عمان
٢٨ / ١٢ / ٢٠٢١م
أحدث التعليقات