بُلينا بحربٍ خاضها أهلُنا غَصْبا
رفعنا بها آيا ، كسبنا بها حُبَّا
ولكنَّنا لم ننس أنَّ دماءَنا
أُرِيقَتْ ببيتٍ واحدٍ ينطحُ الشُهبا
فَمَنْ قد كُوي بالحربِ يعرف نارَها
وماذا عليه كي ينال بها كسبا
مددنا يدا تُنهى بها الحربُ تُتَقى
تُقِّلُّ سحابا عنهمُ يمسحُ الجدبا
فكيف بنا يُرجى نَزجُّ بإخوةٍ
بحربٍ تزيدُ الهمَّ والغمَّ والكرْبا
أعابوا على صدام غزواً لجاره
فجالوا به شرقا وصالوا به غربا
وقالوا به مالا يليق بعاقلٍ
وصَبُّوا عليه من قنابلهم صَبَّا
وقلنا بأنَّ الجارَ هِيضَ جَناحُه
فماذا عليهم أن يكونوا له حِزبا
وراودنا شيءٌ من الأمنِ والرَّجا
بأنهمُ الدرعُ الذي يدفع الخَطْبا
إلى أنْ جرى ما لا يُصدقُ عاقِلٌ
وشَبُّوا أُوارَ الحربِ في جارهم شبَّا
هُنالكَ خابَ الظَّنُ واشتعل الحشى
شقيقَتُنا الكبرى بهم توقع الضربا؟!
فَلَوْ أنَّهم مَدّوا يَدَاً في تعاونٍ
إليهمْ لنالوا السَّهْلَ و اجتنبوا الصَعْبا
أَخٌ أكبرٌ يُرْجَى لدفعِ مُلِمَّةٍ
ونائبةٍ ، قد شَنَّ عاصفةً نَكْبَا
متى تامن الاوطانُ مِنْ شَرِّ أكبرٍ
على أصغرٍ لا يتقي فيهمُ الرَّبَّا ؟
عواصفُ هذا العصرِ باتت كثيرةً
فلا تأمنوا إمَّا رأيتمْ بها السُّحْبا
فأمطارُها غير التي تَرتَجونها
وسائقها بين الورى يكتسي عجبا
إذا ما لهم جَارٌ تَحَسَّنَ بَلَّلُوا
رؤوسَهمُ إلاَّ عِقالا لهم حَبَّا
يَشُقُّ عليهم انْ يَروا غيرَ تَابعٍ
فما ثم متبوع سواهم له يُحْبا
أقول لمن يعنيه قولي تَجَنَّبُوا
مناقشة إلاَّ بما يظهر العتبا
فَكُلٌّ بَصيرٌ بالذي فيه قد جرى
اكانَ حَليفا او بِها أصبحَ القطبا
فليس بفخر هدم دار بأهلها
ولا بعزاء ارسلوا نحوه الخطبا
وبئس بهِ مَجْدٌ يُقزمُ دولةً
هي الأصلُ في التاريخ تجمعها قربى
وإنْ كانَ هذا حالُ أمَّتِنَا فَكَمْ
هي الدولُ اللاتي ستنتظر الشطبا
أحدث التعليقات