يا شـعرُ إن لم تكـنْ لي حاملاً أملا
اقطعْ حِبَـالَكَ عنِّي لا أُريـدُكَ لا
إنِّي ركـبتُ حصـاناً فيـكَ أبذلـه
كيمـا يذلِّلُ لي للمرتقـى السـبلا
يا شـعرُ إنْ لم تكنْ كالسـيف أحمله
عند المُلمَّـاتِ لا أبغي بكَ الغـزلا
يا شـعرُ حسـبكَ أني قـد رفعتكَ في
مقـامِ بينَ يديْ مَنْ يصلـح الخللا
نجلَ الملوكِ مليكٌ عَصْـرُهُ شَـهِدتْ
لهُ العصورُ التي في الكونِ منها خلا
قابوسَ مَنْ قَدْ بنى عرشـاً و شـيَّدهُ
لولا التحـرُّزُ قلتُ العرشُ قد كَمُلا
مَنْ غيرُهُ قـادَ في الإعصـارِ أمَّتَهُ
بحكمةٍ أصبحتْ في العـالَمِ المثلا
مَنْ غـيرُهُ أعطَ للدســتورِ قـوَّتهُ
والعـدلَ منهجَـهُ بالشورى محتفلا
سِــياسَـةٌ و اقتصـادٌ بَلْ و تنميةٌ
بِلُحْمَةٍ غـاضتْ الحسَّـادَ و الـدخلا
قـد هالَهُمْ أن يروا شـعبا بقـائده
إنْ سـار سهلا وإنْ يصعدْ به الجبلا
فبيَّتوا بينَهُـمْ كسبَ الـذي رَفَعَـتْ
سـواعدٌ يومَهـا لم تعـرفِ الكللا
قالوا بخصخصةٍ ثم اسـتعدُّوا لهـا
لله مـا أعجـبَ الإنسـانَ إنْ وصلا
يُقنـِّنون الـذي يخـدمْ مصالحهـمْ
بَلَْ يطلبون لهـا التصديقَ و الثِّقـلا
أَينَ المـلايينُ بَلْ أينَ الألـوفُ لها
مذ أشرق الفجُرفي السبعين هل سهلا
تسـليمُهـا للأُولى أضْحَتْ تحركهمْ
مطامـعٌ أو هـمُ للطَّامـعِ العُمَلا
فالماءُ و الكهربـا والاتصالُ لهـمْ
بل ربما الصحة ، التعليمُ ، بعْدُ تـلا
تلك القطاعـاتُ بالتأكـيدِ نـاجحةٌ
تشـغيلُهـا عائدٌ بالرِّبحِ بل جَـزُلا
قابوس قد شجَّعَ التخصيصَ شخصُكُمُ
ولـمْ يـزلْ مَعَهُ مسـتقبلاً أَمَـلا
كَمْ للصِّناعَةِ مِنْ أمـوالِ قَدْ صُرفَتْ
أليس ذلـك للتخصيصِ قـد بُـذِلا
مَنْ الـذي نَفَّـذَ الإعمـارَ أجْمَعَـهُ
بِكُلْفَـةٍ وصلتْ أضعـافَ ما نُقـلا
وفي الســياحةِ كـنزٌ للقطـاعِ غداً
يقـوىَ بهِ عُودُهُ إنْ وافقَ السُّـبُلا
على المشيرِ بأنْ يعطي استشارتَهُ
و ما علـيهِ إذا مـا صُدَّ أوْ قُبِـلا
أمَّا الـذي يدعو للتخصيصِ فيِ عجلً
لا بدَّ أنَّ لـهُ مِنْ دَخْلِـِه دَخَـلا
أوْ أنَّه غـيرُ درَّاكٍ لغـايةِ مـا
يدعـو إلـيهِ وهذا الأمرُ قَدْ حُضِلا
نقلُ الأصولِ لأفــرادٍ عواقـبُهُ
وخيمـةٌ تحبطُ الإبداعَ و الأمـلا
أشدُّ ما يُخْشَى في التخصيصِ رجْعَتُهُ
على السـيادةِ يا مَنْ تُصلحُ الخَللا
عَجْـزُ الإدارةِ عنْ تقديمِ خِدْمَتِهَـا
لـهُ عـلاجٌ بأنْ تَبِحَثْ لهـا بَدَلا
و لا يقـالُ بأنِّـي ضدُ خصخصـةٍ
نَجـاحُهـا بينٌ لا يقبـلٌ الجَـدَلا
هَبْ أنَّهـا نَجَـحَتْ أَعْـوَامَ ثُمَّ بِهَـا
تقولُ قَدْ أَفْلَسَتْ مَنْ يدفعُ البَـدَلا
أوْ أنَّهـا قَـدْ أرادتْ أنْ يكـونَ لَهَـا
تأثيرُهـا فَبَدَتْ تَسْـتَصْنِعُ الحِيَلا
مـا كـلٌّ خصخصةٍ تؤتـيِ بتنميـةٍ
وبَعْضُُهـا شَـعْبُكُمْ يرفضْ لها قِبَلا
يرضىَ الكفافَ و لا يقْبَـلْ بِتَكْرِمَةٍ
بِعهدِكُـمْ شَـرِبَ الحـرِّيَةْ بَلْ أَكَلا
غداً ترى الشـعبَ مرهـوناً بِرُمَّتِهِ
لقلَّـةٍ ويُضِيـعُ الْجَمْـلُ ما حَمَلا
فَالْمَـرْءُ في بيتـهِ ما أنْفَقَـتْ يَـدُهُ
يَسُـودُ أمَّـا إذا لـمْ يُنْفِقَـنَّ فَـلا
وما الـذي يربطُ الأبنـاءْ بِقَائِدِهِـمْ
لأيِّ شيءٍ يكونُ الحُبٌ في الْعُقَلا !؟
ماذا أقـولُ لإبني حينَ يَسْــأَلُـنِيِ
عَنْ خِدْمَةٍ قُدِّمَـتْ مِنْ سـائِرِ النُّبَلا
ماذا أقولُ ـ مَلِيِكِيِِ ـ حِيِنَ أسْــأَلُهُ
في أنْ يُحِـبَّ مَلِيَكـًا قـائداً بَطَلا
إنِّـي أُحِبُـكَ يا مَوْلايَ مُعْتَـرِفَـاً
بفضلكَ الجمِّ مَهْمَا قُلْـتُ لَنْ أَصِلا
لذاكَ سَـطَّرْتُ ما أوْحَـى بِهِ قَلَمِيِ
أصْدَقْتُكَ النُّصْحَ لا أبغيِ بِـذَا بَدَلا
فإنْ وجدتَ مليكي في المقالِ هوى
إِصْرِفْـهُ عنْكَ وسـامحنيِ فإنِّيَ لا
أَخْشَى على النَّفْسِ في عهدٍ نطقتَ بِهِ
حُـرِّيَةُ الْـرَّأيِ والتعبيرِ قٌدْ كُفِـلا
أَلَمْ تقـلْ ســيدي أنْ لا مُصَـادَرَةٌ
للفكرِ : هـذا أنـا قد جئتُ مُمْتَثِلا
فأسدلْ عليَّ الرِّضَـا ثوباً بتكرمةٍ
يُسْدِلْ عليكَ الرِّضَا الْرَّحْمَنُ جَلَّ عَلا
و بـارك اللهُ فيمـا أنتْ صـانِعُـهُ
مِنَ الجميـلِ لِمَنْ في دَسْـتِكُمْ نَزَلا
و خيرُ خَتْـمٍ صــلاةٌ ثُمَّ تزكـيـةٌ
على نبيِّ الْهُـدى والآلِ و الفُضَـلا
غصن بن هلال بن محمد العبري
١٩ / يوليو / ٢٠١٦م
أحدث التعليقات