رأيـت المجـد مزهـواً يطير
يصـافح من به أبداً جديـر
يصـرح : إننـي بأبي هـلال
سـليل الغصن عملاق كبير
فإني و العـلا متـلازمـان
علـى أنـي بناظـره قصير
أردت لحاقـه لمـا شــآني
فعـدتُ كأننـي طير كسـير
وما أنا بالكسير لمن دعـاني
بلى إني ذرا العليــاء خبير
ألا يا أيها المجـد المباهـي
بمدحك قل لنا من ذا تشـير
لمن هـذا الثناء يسـيل تبراً
وهذا الشعر هل وافىجرير؟!
جـرير عصره ماض تولـى
و هذا عصر زاهرنا النظير
فتى في عقلـه خمسين عاما
ونصـف الأربعيـن له كثير
يخال الناظـرون إلــيه غراً
ألا يـا حبـذا هـذا الغريـر
حفيد الأكرمين ـ بني ـ إني
لمـا قـد حزته بصري قرير
نزعت إلى العلا من غير حفز
وغيـرك قد يحفـزه الكبيـر
بني : المجد أعطاك انقيـاداً
وأعلـن أنـه لكـم أســير
فخـذه مركبـاً و اصعد فإني
أرى قممـا لها أنت الأميـر
أرى قمما تصافح راحتيكـا
بها الأشـواك تكمن والحرير
ومهمـا صادفتك من الليالي
مصاعـب إنها زمـن قصير
فلا تلقي لهـا بالاً و سر في
طريقـك إنـه صعـب مثير
وحاذر أن ترى جللا فتمضي
لتحسـب أنـه أمـر حقيـر
و أحرص يا بني على حيـاة
بها الاسـاد تزأر لا الحمـير
و كن غولا و لا تغـدو محـاة
فإن الغـول يعلـوه الصفير
وخالط من تشـا من بعد هذا
لك الرحمن ذو النعمى نصير
وشـاور في أمورك كل حب
وخالف ما هويت فـذا خطير
وكن في القول ذا صدق و فكر
فصدق القائلـين لهـم خفير
وإني صادق في محض نصحي
أشير على الذي بي يستشير
وكـونـك يا بني حبيب قلبي
وظهري حين يحتاج الظهير
أحثـك يا بني بأن تـراعـي
حقوق الآخرين فهـم كـثير
و حـق الأم أولهـم جميعــاً
فأنت الروح منها والضميـر
يخـال المرء حين يدور منها
حـديث أنـك الولد الصغير
وإني مثلها ـ بوركت ـ لكـن
على كبح الجماح أنا قـديـر
ولـو أني نظمتـك ما بقلـبي
لكان القلب من جسدي يطيـر
ولكـني سـمحت لـه بنبض
خفيـف كالـرذاذ بدا يطيـر
فجاء الشــعر مبتـلاً نديـا
كزهر الروض باكـره الغدير
فكن مني ـ بني ـ على يقين
بأني منك في جـذل أسـير
وهل أحـد بمثلـك قد تباهـى
يـلام وإنـك الفـذ الأميـر
فامر إنْ شئت أوإنْ شئت فاسأل
فإنـك حاكمـي وأنا الوزير
بني : الشـعر هـذا من لجين
و إنـك يا فتـى لبـه جديـر
أحدث التعليقات