قُل للمُيَمِّمِ نَزوى كي يُحيِّيها
استنطق المجدَ فيها إذ تُناجيها
بَل قُل لَهُ يَخلعُ النعلينِ إن وَطِئَت
أقدامُهُ سَاحةً حَلَّ التُّقَى فِيها
مابينَ مسجِدها السَّامِي وقَلعَتِها
رَوائحٌ من فَتِيقِ المسكِ تُشذِيها
لَو قدَّر اللهُ أنَّ الارضَ تُفصحُ عَن
مَكنُونِها لَجَرَت مِنها مَآقيها
شَوقاً الى سَابقِ الازمانِ مُرسِلَةً
آهَاتِها وبِها في الصَّدرِ ما فِيها
كَم رايةٍ رُفِعَت فيها مُجَهَزَةً
جيشاً لِنُصرَةِ دِينِ اللهِ تُزجِيها
كَم للعدالةِ فيها وَقفَةٍ حُفِظَت
أقلُّها قِصَّةُ القَصَّابِ تَرويها
لَمَّا دَعَاهُ إمَامُ المسلمينَ ولَم
يَكَن لهُ ساعةَ الدعوى مُلَبِّيها
فجاءَ يمشي الى القَصَّابِ يسالهُ
حَقِيقَةً آملاً مِنهُ يُجَلِّيها
أتَتكَ دَعوَتُنا فَمَا استَجَبتَ لها
هَذا كلامُ الذي قَد جاءَ يُعطيها
لَم أستطع تَركَ بَيعِ اللَّحمِ خِشيَةَ أن
يُصارُ لِلحمِ بَعضُ العظمِ تَشويها
هَذَا هُوَ العُذرُ عِندي لا سِوَاهُ وَقَد
عَزَمتُ آتِيكُمُ حَبوَا ً وَلا تِيها
لَم يَستَمِع للَّذِي قد شَاءَ يُوغِرهُ
فَرُبَّ واشٍ أتى بالزورِ يُوشِيها
كَأنَّما عُمَرُ الفاروقُ كانَ بِها
فَكيفَ لا يُستَقَى الإسلامُ مِن فِيِها
وَكَيفَ لا يَذكُر التاريخُ قِمَّتَها
فِي المَجدِ لَيسَ لَها مَن قَد يُضَاهِيها
مِنِّي عَليها سَلامٌ كُلَّمَا انتشَرَت
فضائلٌ قَد سَمَت أعلا مَراقِيها
أحدث التعليقات