العلاقة الوثيقة بين الانسان وعمته النخلة
وهناك قول مأثور أكرموا عمتكم النخلة.
وأود هنا بيان الكثير من
أوجه الشبه بين الانسان والنخلة
فمن حيث التسمية تشمل كلمة إنسان كل البشرية كما هو حال كلمة نخلة تشمل أنواع النخيل.
ومن حيث التأصيل نجد أن بعض النخيل مؤصلة وبعضها مجهولة الاصل وكذلك الانسان بعض الناس يحافظون على أصولهم وأنسابهم وبعضهم
يجهلون سلسلة أصولهم.
ومن حيث الجودة هناك نخيل
لمجرد ذكرها يدرك السامع جودة ثمرها ولذة طعمها وبعضها لا تكاد تسمع عنها وثمارها رديئة وكذلك حال البشر هناك بعض الناس تود أن لا تنقطع عنك سيرتهم واذا ذكروا جرت على ألألسن مدايحهم ومنهم من لو حاولت التعريف بهم أو التعرف عليهم لا تكاد تفلح
ومن حيث الشبه تجد في بني البشر من التقارب في الصورة
حتى قيل (*يخلق من الشبه أربعين*) وفي النخيل تجد نفس الشيء نخلة تقرب في الشبه من نخلة ولكنها ليست من ذات الاصل والجودة ، وهكذا الاعمار الزمنية التي تعيشها النخلة والانسان نجدها متقاربة والحال نفسه في المراحل العمرية من الطفولة الى عنفوان الشباب الى الشيب ومن حيث حمل الثمار والنسل
فالانسان يحمل في بطن أمه تسعة أشهر قبل الولادة وفي النخلة يبقى الطلع ما يقارب نصف عام قبل أن يظهر الطلع.
وتستمر الطفولة لدى الانسان سنوات والحال كذلك في فسيلة النخل تأخذ سنوات الى أن تصل درجة الانتاج.
ما أردته من هذه المقارنة بيان أن الانسان بقدر ما يحرص على انتقاء أصناف النخيل عليه المحافظة كذلك على خصوصية انتقاء تأسيس الأسر والحفاظ على الانساب وعدم الانجرار للزواج من الشعوب الأخرى إلا في الحدود الضيقة لأن ذلك يؤثر على الأمن الوطني للبلاد.
فالانتماء للوطن لا يأتي من فراغ بل من قرون تراكمية يعيشها الانسان وتتولد لديه عواطف لا تأتي لدى المستوطن الا بقدر ما يناله من مصلحة.
وفي هذا المجال يعوَّل على الأسر توجيه الشباب بأهمية أن يكون هناك ترابط وتكافؤ بين الزوجين حتى تسير سفينة الزوجية بسلام في خضم أمواج الحياة المتلاطمة ، ولا يأتي يوم فيه يسأل الحفيد عن جده في دولة الجد نفسه هناك لا يعرف جده فيشعر الولد حينها أنه بلا جذور.
وإني أشد على أولائك الذين يبحثون عن عائلة الخطيبين
قبل إتمام عقد الزواج لما لذلك من آثار صحية و اجتماعية وثقافية .
أحدث التعليقات