يحكى أن شيخ الذباب أراد يوما أن يلتحق بمملكة النحل ليكون جزءً منها ، وأخذ يحفز جماعة الذباب على الارتقاء ، واعٍداً إيَّاهُمْ أنه سيقودهم الى حياة أرقى ، وأكثر احتراما في منهاج حياتهم ، وأخذ يقترب شيئا فشيئا من جماعات النحل ، ينطلق معها في بحثها عن رحيق الأزهار ، ويضع بين جماعات الذباب فتات من زهور متيبسة
جاهلا أن النحل يمتص رحيق الازهار لا يقططعها ، وأن الملكة في مملكة النحل لا تخرج للعمل بل يحكمها نظام بديع حكاه الله سبحانه في كتابه العزيز ، بينما أشار الى الذباب بصفة السلب مما يعني اختلاف في جوهر الحياة بين النحل والذباب فالنحل في أضعف حالاته يصنع طعاما شهيا والذباب في أفضل حالاته يفسد الطعام ، والطبع يغلب التطبع.
وبيت القصيد من الحكاية أن لكل كائن مناط في السلوك
الحياتي ، فالأسود مثلا تسكن الآكام وتفترس طعامها صيدا معتمدة على شجاعتها وعزة نفسها و شكيمتها ، في حين أن الكلاب تعيش حياتها تلهث ، وغنيمتها الكبرى في العيش أن تجد فريسة ميتة .
فلا يمكن للكلاب أن تكون أسوداً
فيما الاسود تموت ولا ترضى أن تعيش حياة الكلاب.
فسبحان الله منزل الكتاب ومسبب الأسباب ، ورافع شأن الأسود عن الكلاب ، والنحل عن الذباب ، جعل الجنة ثواب ، والنار عذاب ، إنه هو العزيز الوهاب.
من وحي الطبيعة

أحدث التعليقات